ما زلت أذكره يشد قامته أمامي، ينظر لي بهدوء بوجهه الصلب البارد الخالي من التعابير، ويقول لي، وهو يصافحني ويشد على يدي: «برغم كل شيء فقد ساعدتني كثيرا يا دكتور، وإني لك من الشاكرين.»
هذا شخص كان يبكي أسرته وكامل عشيرته منذ لحظات. شخص خسر كل شيء في حياته، وما زال يقف في هدوء، وينظر لي بعينيه الذكيتين في لطف وكأنه يواسيني.
قلت له وأنا أرافقه للباب: «إن الأهم من معرفة المشكلة هو كيفية التعامل معها، فالأصعب هو القادم، ستمر بالكثير من التقلبات ولا بد من إشراف مختص، لن تتوقف نوبات الذعر التي تصيبك لمجرد أنك عرفت مسبباتها، أنصحك بأن تواظب على الجلسات.»
نظر لي باسما، صمت للحظات إذ وقف على الباب، مطرقا للأرض، ثم قال بصوت هادئ:
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما،
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى.
إنها الحرب!
قد تثقل القلب،
Shafi da ba'a sani ba