كان الدخان الأسود يتسلل للمنزل عبر فتحات الجدران، وراح يسعل، سيصاب بالاختناق هو وأخته إن بقوا فترة أطول في المنزل، خرج من مكانه وراح يتسلل، المطبخ، فالبهو الخارجي، فالشارع.
كان الدخان يغطي على كل شيء تقريبا، وقد ألهب عينيه وأحرق صدره.
كان المنظر في الخارج قطعة من الجحيم.
رائحة البارود وبيوت القش المحترقة، رائحة الشياط المميزة لبشر احترقوا أحياء.
رأى من بين الدخان ذلك الرجل يجرى وهو يتلوى بينما اشتعلت فيه النيران. رأى أحدهم يزحف على الأرض غير مصدق، وقد اصطبغ جلبابه الأبيض باللون الأحمر. يزحف للحظات ثم يسقط بلا حراك.
هنالك شخصان يحملان جسد شخص مصاب كيفما اتفق، وهما يركضان محاولين الاختباء خلف بعض البيوت المتهدمة.
امرأة تبكي في هيستيريا منحنية على جسد رجل مغطى بالدماء.
طفل صغير منتفخ البطن يقف أمام أحد المنازل المتهدمة يحتضن دمية قطنية ملوثة بالطين وهو يبكي، بينما راح الجميع يتراكضون حوله ، بدا أن لا أحد يراه أو يسمعه.
هنالك جثث متفحمة مكومة جوار مدخل مسجد القرية، يبدو أنهم كانوا يحاولون الهرب من المسجد عندما سقط عليهم الصاروخ الأول - أم هو الثاني؟ - حاولوا الفرار، لكن النيران لم تمهلهم.
جثث أخرى متناثرة بعضها متفحم وبعضها ممزق.
Shafi da ba'a sani ba