كان مرهقا جدا. خائر القوى تماما.
يشير «سعادتك» برأسه بإيماءة خفيفة لأحد الحراس، فيحمل مشبكين حديديين من النوع الذي يستعمل لشحن بطاريات السيارات، ويضعهم على حلمتي صدر «عمار»، ثم يفتح علبة بلاستيكية في يده، ويضغط على أحد الأزرار، وينتشر الأزيز المميز لصوت اندفاع الشحنة الكهربية عبر الأسلاك.
ينتفض جسد «عمار» بقوة للحظات، وتفوح رائحة مزعجة في المكان، ثم يتوقف الصعق، فيرتمي رأسه على صدره، ويتدلى خيط رفيع هو مزيج من اللعاب والدماء من طرف فمه. - «أعطني أسماء.»
يقولها «سعادتك»، وأصابعه تزداد سرعة في التهام حبيبات المسبحة.
صوت الصفير يتعالى مع صوت تنفس «عمار»، لكنه لا يرد.
يشير «سعادتك» برأسه مجددا للحارس، ثم يتكرر نفس المشهد، ويرتجف جسد الشاب الدامي في شدة للحظات بدت كدهر، ثم يتوقف الصعق.
يطلق أنينا خافتا ثم يدلى رأسه على صدره مجددا في إعياء، بينما لا يزال جسده يرتعش ارتعاشات متقطعة. بعد كل هذه الطاقة التي سرت في جسده، لا بد أن عظامه قد أضحت دقيقا. - «ما هي أسماء المشتركين في لجان الأحياء؟»
لا رد. - «كيف تحشدون الشباب؟»
لا رد. - «أين يقيمون وكيف تتواصلون مع بعضكم؟»
لا رد. - «من يمولكم؟»
Shafi da ba'a sani ba