Rowse’s
Tudor Cornwall
أن جميع الكبار الذين انهمكوا في تأميم الأديرة وحل الأوقاف في كورنوول كانوا من الكاثوليك، ولم يكن من بينهم بروتستانتي واحد. ومن ناحية أخرى فإن رجلين من أعظم المتنورين في عصر النهضة الأكاديمية والإصلاح وهما السير توماس مور والأسقف جون فيشر (وهما من أعز أصدقاء إرازموس) فضلا الإعدام على الموافقة على طرح سلطة البابا وإخضاع الكنيسة للدولة.» (المرجع نفسه، ص108-109)
ويذهب بعض المؤرخين إلى أن حاجة الملك إلى المال كانت من الدوافع التي جعلته يتجه إلى تأميم الأديرة، وقد يكون ذلك صحيحا، ولكننا لا نستطيع أن ننكر ما يقوله تريفيليان عن «روح التنوير» التي كانت وراء استقلال الكنيسة الإنجليزية؛ ولذلك فإن المواجهات التي تجري في المسرحية بين رجال الدين، خصوصا تلك السهولة التي يدينون بها أعداءهم ويرسلونهم إلى السجن أو الإعدام، ونكوصهم عن آرائهم أمام سلطة الملك، تؤكد أن الملك كان يواجه فكر التعليم القروسطي، وينشد العدالة للطبقات الوسطى الناشئة آنذاك.
كان التغير بصفة عامة في صالح الطبقات المتوسطة والأغنياء، بينما كان قانون حماية الفقراء هو البديل الذي استندت إليه الدولة في رعاية المتضررين من حل الأوقاف وتأميم الأديرة، ويقول تريفيليان: «كان المذهب البروتستانتي ينزع إلى إضفاء الاحترام والتبجيل على الزواج، والتفاني في حياة العمل والإنتاج، مما يمثل رد فعل عنيفا للمذهب القروسطي القائل بأن حياة «المتدين» الصادق هي عدم الزواج والانعزال عن الدنيا في الدير. وكان السماح للقس بالزواج (بأمر من الملك إدوارد السادس ثم من الملكة إليزابيث) أحد مظاهر هذا التغيير الفكري. وكان المثل الأعلى البروتستانتي هو المنزل المتدين، الذي يقرأ فيه أفراد الأسرة الكتاب المقدس وكتاب الصلوات، إلى جانب حضورهم صلوات الكنيسة وشعائرها ...
وكان اللون الجديد من الدين الإنجليزي يعتبر العمل مثلا أعلى قائلا إن التجارة والزراعة أنشطة تبذل في سبيل الله، وكما قال جورج هيربرت:
من يكنس غرفة طاعة لشريعتك،
فإنه ينظفها وينظف سريرته.
لقد كان لونا من الدين المناسب لشعب من التجار والمزارعين.» (المرجع نفسه، ص127)
ويضيف ترافيليان قائلا:
Shafi da ba'a sani ba