Rayuwata Ta'aziyata

Nahla Darbi d. 1450 AH
75

Rayuwata Ta'aziyata

حياتي العزيزة

Nau'ikan

قال زوج خالتي بصوت عال: «بل الآسيويون الصفر.»

كانت برنيس هي الوحيدة التي كانت تردد تلك الكلمة بصورة تلقائية.

وبالتدريج أصبحت أقل ولاء لمنزلي، بكل ما يحويه من جدية فكرية وفوضى فعلية. بالطبع، كانت المحافظة على بيت أو ملاذ كهذا تستنزف كل طاقة أي امرأة؛ فلا يمكنك أن تفعلي هذا وأنت تكتبين بيانات رسمية عن الفكر التوحيدي، أو وأنت في طريقك للهروب إلى أفريقيا. (كنت أقول في بادئ الأمر: «إن والدي قد ذهبا «للعمل» في أفريقيا.» وذلك في كل مرة كان يتحدث فيها أي شخص في ذلك المنزل عن هروبهما، ثم سئمت بعد ذلك من تصحيح الأمر.)

كانت الكلمة المهمة هنا هي الملاذ. «إن أهم وظيفة لأي امرأة هي أن تكون بمنزلة الملاذ لزوجها.»

هل قالت الخالة دون هذا بالفعل؟ لا أعتقد هذا؛ فهي تتجنب التصريح بمثل هذه العبارات. ربما قرأتها في واحدة من مجلات الإدارة المنزلية الموجودة في هذا المنزل، والتي كانت ستصيب أمي بالغثيان. •••

في البداية، أخذت أستكشف البلدة، وقد عثرت على دراجة قديمة ثقيلة الوزن في الجزء الخلفي من الجراج، وأخرجتها كي أقودها دون التفكير في الحصول على إذن بذلك. وبينما كنت أهبط أحد المنحدرات في طريق مفروش بالحصب حديثا فوق الميناء، اختل توازني؛ أصبت بخدوش شديدة في إحدى ركبتي، وكان علي أن أذهب إلى زوج خالتي في عيادته الملحقة بالمنزل. تعامل بخبرة مع الجرح، وكان مركزا بشدة في عمله وجادا مع بعض الرفق، ولكن دون إظهار أي مشاعر، ولا أي نوع من المزاح. قال إنه ليس بمقدوره أن يتذكر من أين جاءت تلك الدراجة؛ إنها بمنزلة وحش قديم غادر، وإنني إذا ما كنت أحب قيادة الدراجات فإنه يمكنني التفكير في إحضار دراجة ملائمة لي. وعندما تعودت أكثر على مدرستي الجديدة، والقواعد المتعلقة بما تفعله الفتيات بعدما يصلن إلى سن المراهقة، أدركت أنه كان غير مسموح لنا بقيادة الدراجات؛ لذا لم أحصل على واحدة. لكن ما أثار دهشتي هو أن زوج خالتي نفسه لم يثر أي مسألة تتعلق بقواعد اللياقة، أو ما ينبغي أو لا ينبغي أن تفعله الفتيات؛ فقد بدا أنه نسي في عيادته أنني شخص بحاجة إلى من يقومني في العديد من الأمور، أو لمن يحثني، وخاصة على مائدة العشاء، على أن أحذو حذو الخالة دون. «هل قدت الدراجة إلى هناك هكذا بمفردك؟» هذا ما قالته عندما سمعت بالأمر، وأضافت: «عم كنت تبحثين؟ لا عليك، فسرعان ما سيكون لديك بعض الأصدقاء.»

كانت محقة بشأن اكتسابي بعض الأصدقاء، وبشأن الطريقة التي يمكن أن تحد من الأشياء التي كان يمكنني فعلها.

لم يكن العم جاسبر مجرد طبيب، لكنه كان طبيبا ذا مكانة كبيرة؛ فقد كان هو من وقف وراء بناء مستشفى البلدة، رافضا أن يطلق اسمه عليه. لقد نشأ فقيرا، لكنه كان ذكيا، وقد درس بالمدرسة حتى يتمكن من تحمل تكاليف دراسته للطب. وقد أجرى عمليات ولادة، وعمليات استئصال للزائدة الدودية في مطابخ المنازل الريفية، بعدما كان يشق الطريق بسيارته عبر العواصف الثلجية، وحتى في فترة الخمسينيات والستينيات، كانت تقع مثل هذه الحالات. كان ينظر إليه على أنه شخص لا يستسلم أبدا، وكان يعالج حالات تسمم الدم والالتهاب الرئوي، وينجح في إنقاذ المرضى في الأيام التي لم تكن قد عرفت فيها العقاقير الجديدة بعد.

ومع هذا، كان يبدو هادئا في عمله مقارنة بأسلوبه في المنزل؛ بدا الأمر كما لو أن المنزل في حاجة إلى مراقبة مستمرة، أما الإشراف في العيادة فلا ضرورة له بالرغم من أن المرء قد يعتقد أن العكس تماما هو المطلوب. حتى الممرضة التي تعمل هناك لم يكن يوجد في تعاملها معه أي شكل من أشكال الخنوع؛ فهي لم تكن كالخالة دون. أطلت برأسها من باب الحجرة حيث كان يعالج جروح ركبتي، وقالت إنها ستغادر إلى منزلها مبكرا. «عليك أن تجيب على مكالمات الهاتف، دكتور كاسل. تذكر أني أخبرتك.»

قال: «حسنا.»

Shafi da ba'a sani ba