لا أدري إن كنت قد مكثت هناك لمدة خمس دقائق، أم أكثر، أم أقل. ولم يكن الطقس باردا جدا.
لقد ذهبت لأستشير إخصائية نفسية بشأن هذا وأقنعتني، لبعض الوقت، أنه لا بد أنني قد حاولت فتح باب المنزل ووجدته محكم الغلق؛ محكم الغلق لأن أمي ونيل كانا يتضاجعان وقد أغلقاه خشية أن يزعجهما أحد، ولو حدث أن قرعت الباب بقوة، لكانا سيغضبان. شعرت الإخصائية النفسية بالارتياح لأننا توصلنا لهذه النتيجة، وشعرت أنا أيضا بهذا، لكن لفترة من الوقت؛ لأنني لم أعد أعتقد أن ذلك كان صحيحا؛ فلا أظن أنهما قد أغلقا الباب لأنهما لم يفعلا ذلك ذات مرة عندما كانا يتضاجعان، ودلفت كارو إلى المنزل وراحا يضحكان من النظرة التي ارتسمت على وجهها.
ربما تذكرت أن نيل قد قال ذات مرة بأن الكلاب لا تغرق، وهو ما يعني أن إنقاذ كارو لبلينزي لم يكن له داع؛ لذا فهي في هذه الحالة لن تتمكن من الاستمرار في لعبتها. وهناك الكثير من الألعاب، مع كارو.
هل اعتقدت حينها أن بمقدورها السباحة؟ إن العديد من الأطفال يستطيعون السباحة في عمر التاسعة. وقد اتضح، في الواقع، أنها تلقت درسا واحدا في السباحة في الصيف الماضي، لكننا انتقلنا إلى منزلنا المتنقل فلم تتلق هي المزيد. ربما اعتقدت هي أن بمقدورها السباحة بنحو جيد، وربما اعتقدت أنا بالفعل أن بمقدورها أن تفعل أي شيء تريده.
لم تشر الإخصائية النفسية إلى أنني ربما أكون قد سئمت من تنفيذ أوامر كارو، لكن ذلك كان يجول بخاطري بالفعل، على الرغم من أنه ليس صحيحا تماما. ربما قد يكون هذا شعوري لو كنت أكبر سنا؛ ففي ذلك الوقت كنت لا أزال أراها تملأ عالمي.
كم مر من الوقت وأنا أجلس هناك؟ من المرجح أنه لم يكن وقتا طويلا، ومن المحتمل أنني قد طرقت الباب بالفعل، بعد فترة؛ ربما بعد دقيقة أو اثنتين. إن أمي تفتح الباب على أية حال في بعض الأحيان دون سبب، لقد كان هذا هاجسا.
ما حدث بعد ذلك أنني دخلت المنزل، وكانت أمي تصيح في نيل وتحاول أن تجعله يفهم شيئا. نهض من مكانه ووقف هناك وهو يتحدث إليها، ملامسا إياها في دعة ورقة ونوع من التعزية، لكن أمي لم تكن تريد ذلك على الإطلاق، وابتعدت بنفسها عنه وجرت مسرعة خارج المنزل. هز رأسه ونظر لأسفل نحو قدميه العاريتين، وأصابعهما الضخمة البائسة.
أعتقد أنه قال لي شيئا بنبرة حزن رتيبة. لقد كان غريبا.
وبخلاف ذلك ليس لدي أي تفاصيل أخرى. •••
لم تلق أمي بنفسها في الماء، ولم تلد مبكرا بسبب الصدمة؛ فلم يولد أخي برينت إلا بعد مرور أسبوع أو عشرة أيام بعد الجنازة، وقد ولد في ميعاده، ولا أعلم شيئا عن المكان الذي مكثت به في انتظار ولادة الطفل؛ ربما أودعت أحد المستشفيات وأعطوها مهدئات بما يتناسب مع حالتها.
Shafi da ba'a sani ba