من أجل قبطان بينافور الجسور ... «قلت كفى.» «من أجل قبطان بينافور الباسل ...» «ماري نحن نتناول عشاءنا، وأنت لست بمدعوة، هل تفهمين ذلك؟ لست بمدعوة.»
هدأت أخيرا، بيد أن ذلك الهدوء لم يستمر إلا للحظة واحدة. «ما هذا السخف؟ أنت لست بشخص لطيف على الإطلاق.» «كما يمكنك أن تتخلي عن هذه الكوكيز؛ بل عليك أن تمتنعي عن تناول الكوكيز كلية؛ فأنت في طريقك لأن تصبحي بدينة مثل الخنزير الصغير.»
امتعض وجه ماري بشدة وكانت على وشك البكاء، لكنها قالت بدلا من ذلك: «انظروا من الذي يتحدث؛ فكل عين من عينيك تنظر في اتجاه مختلف.» «يكفي هذا.» «هما هكذا بالفعل.»
التقط الطبيب حذاءها العالي الرقبة ووضعه أمامها. «ارتد هذا.»
فعلت ما قاله لها وكانت الدموع تملأ عينيها وراح أنفها يسيل، وأخذت تتنشق بقوة. أحضر لها معطفها، لكنه لم يعاونها على ارتدائه بينما مدت هي يدها ووجدت طريقها إلى أزراره. «لقد نجحت في ارتدائه. والآن، كيف أتيت إلى هنا؟»
رفضت الإجابة. «لقد جئت سيرا على الأقدام، أليس كذلك؟ أين أمك؟» «تلعب اليوكر.» «حسنا، يمكن أن أصطحبك إلى المنزل بسيارتي، حتى لا يكون هناك احتمال أن تندفعي باتجاه كومة ثلجية وتسقطي وتتجمدي حتى الموت وأنت تشعرين بأنك ضحية.»
لم أتفوه بكلمة، ولم تنظر ماري نحوي ولو مرة واحدة؛ فقد كانت اللحظة صادمة ولا تحتمل أي عبارات وداع.
وعندما ترامى إلى مسامعي صوت السيارة وهي تدور، شرعت في رفع الأطباق عن المائدة. لم نتناول التحلية التي كانت فطيرة تفاح أيضا. ربما لم يكن يعرف نوعا آخر من التحلية، أو ربما لم يكن لدى الخباز سوى ذلك الصنف فقط.
أخذت واحدة من الكوكيز التي على شكل قلب وتناولتها، كانت الطبقة السكرية شديدة الحلاوة، ولم تكن لها نكهة الكريز أو التوت؛ مجرد سكر ولون أحمر صناعي. تناولت واحدة تلو الأخرى.
كنت أعرف أنه كان يجب علي أن أودعها على الأقل، كان ينبغي أن أشكرها، لكن لم يكن ذلك يمثل أهمية. حدثت نفسي قائلة إن ذلك لم يكن ليمثل أهمية في شيء، فالعرض الذي أدته لم يكن من أجلي على أية حال، أو بالأحرى، جزء صغير منه فقط كان من أجلي.
Shafi da ba'a sani ba