وأردف قائلا: «والآن بينما نعبر الجسر، هل نتجه يمينا إلى طريق مارين دريف؟ سأعتمد عليك لإخباري.» •••
لم يمر يوم من فصول الخريف والشتاء والربيع التالية دون أن تفكر به. لقد بدا الأمر أشبه بالحلم المتكرر الذي يحلم به المرء بمجرد أن يغط في النوم. كانت تتكئ برأسها على وسادة الأريكة الخلفية، وتتخيل أنها تستلقي بين ذراعيه. قد لا يتخيل المرء أنها لم تكن لتتذكر وجهه، لكن صورته كانت تقفز أمامها وتتذكر كل تفاصيلها؛ إنه وجه رجل من ذلك النوع من الرجال الذين يتسمون بالانطوائية والروح الساخرة، به بعض التجاعيد ويحمل تلك النظرة المتعبة. ولم تنس جسده؛ فلقد تذكرت صورته أيضا؛ حيث بدا نحيلا بعض الشيء، لكن به من التناسق ما يجعله مثيرا ومرغوبا فيه بشدة.
كانت على وشك البكاء من فرط الحنين. لكن كل تلك التخيلات كانت تختفي وتدخل في سبات عميق عندما يأتي بيتر إلى المنزل، وكانت تظهر على السطح مشاعر الود اليومية الصادقة كعهدها دائما.
لقد كان ذلك الحلم في الواقع أشبه بطقس فانكوفر؛ يحوي ذلك الحنين الموحش، والحزن الحالم الجياش، وهو ثقل يرزح تحته القلب.
لكن ماذا عن رفضه تقبيلها؟ والذي بدا أشبه بضربة قاسمة.
لقد تناسته ببساطة، وأغفلته تماما من ذاكرتها.
وماذا عن شعرها؟ لم تكتب بيتا، أو تدون كلمة؛ ليست ثمة إشارة توحي بأنها كانت تهتم به من قبل على الإطلاق.
وبالطبع كانت تنتابها نوبات اللهفة تلك في الغالب عندما تكون كاتي نائمة؛ فكانت تنطق اسمه بصوت عال في بعض الأحيان، كانت تعتريها حالة من الحماقة، ثم يعقبها شعور شديد بالخزي والخجل حيث تشعر بالازدراء حيال ما تفعله. حالة من البلاهة والغباء. إنها تشعر حقا بأنها بلهاء.
ثم جاءت المفاجأة الشديدة؛ احتمالية العمل بمشروع في لوند، ثم التأكيد على ذلك، ثم عرض الإقامة في منزل الصديقة بتورونتو. هناك تغير واضح في الطقس، فرصة للتحلي ببعض الجرأة. •••
وجدت نفسها تكتب خطابا. لم تبدأه على أي نحو معتاد؛ فلم تكتب «عزيزي هاريس» أو «هل تتذكرني؟»
Shafi da ba'a sani ba