وضعت العمة إلسبيث منديلا على ذراع ماري آجنس، وجذبتها العمة جريس والسيدات الأخريات وأخذن يربتن عليها. «سوف أصطحبها إلى الطبيب، يجب أن يخيط لها هذا الجرح وتأخذ حقنا، فقد تكون تلك الطفلة مسعورة. ثمة أطفال مسعورون بالفعل.» «كلا يا عزيزتي مويرا، إنها بالكاد تخطت الجلد، إنه ألم لحظي فحسب، لا يحتاج الأمر سوى تنظيف الجرح ووضع ضمادة عليه وسوف يصبح الأمر على ما يرام.» حولت العمة إلسبيث والعمة جريس انتباههما من ماري آجنس إلى شقيقتهما، وأمسكتا بها كل منهما من جانب لتهدئا من روعها، كما لو كانتا تحاولان الإبقاء عليها سليمة في قطعة واحدة حتى يمر خطر الانفجار. «لا يوجد ضرر خطير يا عزيزتي، لا يوجد ضرر خطير.»
ارتفع صوت أمي الواضح - والذي أوحى لي بالخطر - وهي تقول: «إنه خطئي أنا، إنه خطئي بالكامل. لم يكن علي أن أحضر هذه الطفلة إلى هنا اليوم ، إنها شديدة العصبية والتوتر، ومن الوحشية تعريض طفلة كهذه لموقف حضور جنازة.» وعلى غير المتوقع - وفي أغرب وقت يمكن أن يشعر فيه المرء بالامتنان - فقد أبدت تفهما وقدمت لي وسيلة إنقاذ عندما لم تعد ذات فائدة كبيرة.
ولكنها كانت ذات تأثير، رغم أنه في بعض الأحيان كان استخدام كلمة «وحشية» في حد ذاته كفيلا بخلق هالة من الصمت والذعر حولها. ولكنها في تلك المرة وجدت تعاطفا، فقد تبنت الكثير من السيدات تفسيرها وأخذن يسهبن فيه. «إنها على الأرجح لم تكن تدرك ما تفعله.» «كانت في حالة هستيرية من التوتر والانفعال.» «لقد فقدت الوعي ذات مرة في جنازة قبل أن أتزوج.»
طوقتني روث ماكوين بذراعها وسألتني عما إذا كنت أرغب في تناول قرص أسبرين.
وهكذا، بينما وجدت ماري آجنس من يواسيها وينظف جرحها ويضمده، ووجدت العمة مويرا من يهدئ من روعها (كانت هي من تناولت الأسبرين وبعض الحبوب الخاصة للقلب من حقيبتها)، كنت أنا أيضا محاطة بمن يعتني بي، واصطحبوني إلى تلك الغرفة ووضعوني على الأريكة وغطوني بالبطانية كما لو كنت مريضة، وأعطوني كذلك الكعك والشاي.
لم يفسد تصرفي الجنازة، كان الباب موصدا، ولم يكن بوسعي أن أراها، ولكنني كنت أسمع أصوات الغناء مقطعا في البداية ثم بعد ذلك بمزيد من الطاقة واللهفة والإيمان الراسخ.
لأن ألف سنة في عينيك
مثل يوم أمس بعد ما عبر
وكهزيع من الليل
جرفتهم.
Shafi da ba'a sani ba