إسماعيل :
في هذا النور أسير، وفي سيري أرى الناس فقراء تأكلهم الحياة أكلا، وتطحنهم بأيامها طحنا عنيفا قاسيا، وينظرون إلي يريدون أن أعينهم، وأنا لا أقدم لهم إلا ما عندي من حيث طيب، ومن مشاركة في آلامهم، ولكنهم أبدا لا يريدون هذا. إنهم يريدون من يرفع عن أعناقهم أظافر الفقر المفترسة السفاكة، فلا يهمهم حديثي في شيء ، ولا يحبونني؛ فالفقراء لا يحبون الفقراء يا قمر الزمان، والأغنياء أيضا للأسف لا يحبون الفقراء.
قمر :
قد يعطفون عليهم.
إسماعيل :
الفقر يلهي الناس عن كل العواطف يا قمر الزمان. الفقير يريد أن يطمئن على قوت يومه وغده، وهو أبدا لا يستطيع أن يطمئن. هو في خوف من غده دائم، وإذا تسلط الخوف على النفس فهي هباء. لا يستطيع الإنسان أن يعمل وهو خائف يا قمر الزمان.
قمر :
ولكن لعل الخوف هو الذي يجعله يعمل.
إسماعيل :
إذا اطمأن الناس عملوا، وإذا أحاط بهم الذعر انهارت منهم العزائم.
Shafi da ba'a sani ba