Hawamil da Shawamil

Miskawayh d. 421 AH
177

Hawamil da Shawamil

الهوامل والشوامل

Bincike

سيد كسروي

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Inda aka buga

بيروت / لبنان

الْعين وَالْوَجْه أَكثر وَأَصْحَاب الفراسة يعتمدون الْعين خَاصَّة ويزعمون أَنَّهَا بَاب الْقلب فيتصيدون من شكلها ولونها وأحوال أخر لَهَا كَثِيرَة يضيق موضعنا عَن ذكرهَا - أَكثر الْأَخْلَاق والشيم وتحسن إصابتهم وَيصدق حكمهم لَا سِيمَا إِن أضافوا إِلَيْهِ الْأَصْلَيْنِ الباقيين وَذَلِكَ أَن عين المسرور مثلاص وَعين الحزين ظاهرتا الْهَيْئَة وَالْحَرَكَة فَإِذا وجد الْإِنْسَان وَهُوَ بالخلقة والطبيعة على أحد هَاتين الْحَالَتَيْنِ من هَيْئَة عينه وحركتها حكم عَلَيْهِ بذلك الطَّبْع وَكَذَلِكَ من ظهر فِي وَجهه فِي حَال سُكُوته قطوب وغضون فِي الْجَبْهَة وعبوس - حكم عَلَيْهِ بِهَذَا الطَّبْع وَأَنه سيىء الْخلق. فَهَذِهِ هِيَ الْأُصُول الثَّلَاثَة الَّتِي اعتمدها أَصْحَاب الفراسة وَهِي قَوِيَّة طبيعية كَمَا ترَاهَا. وَقد عمل فِيهَا أفليمون كتابا. وَيُقَال إِنَّه أول من سبق إِلَى هَذَا الْعلم مِمَّن انْتهى إِلَيْنَا أَثَره وعرفنا خَبره ثمَّ تبعه جمَاعَة صنفوا فِيهِ كتبا وَهِي مَشْهُورَة فَمن أحب الاتساع فِي هَذَا الْعلم فليأخذه من مظانه. وَهَهُنَا نوع آخر من الِاسْتِدْلَال - وَإِن لم يكن طبيعيًا فَهُوَ قريب مِنْهُ - وَهُوَ الْعَادَات فَإِن الْمثل قد سبق بِأَن الْعَادة طبيعة ثَانِيَة وَقد علمنَا أَن من نَشأ بِمَدِينَة وَفِي أمة وطالت صحبته لطائفه - تشبهبهم وَأخذ طريقتهم كمن يصحب الْجند وَأَصْحَاب الملاهي أَو سَائِر طَبَقَات النَّاس حَتَّى يظنّ بِمن صحب الْبَهَائِم طَويلا أَنه يحدث فِيهِ شَيْء من أخلاقها. وَأَنت تبين ذَلِك فِي الجمالين والرعاة الَّذين يسكنون الْبر وتقل مخالطتهم للنَّاس وَفِي الْقَوْم الَّذين فَهَذِهِ جملَة من القَوْل فِي الفراسة. وَيَنْبَغِي أَن تحذر الحكم بِدَلِيل وَاحِد وتتوخى جَمِيع الدَّلَائِل من الْأُصُول الثَّلَاثَة لتَكون

1 / 208