============================================================
ونثرا، وفواتح الفتح تتلى عليه بكل آية نصر يسجد لها القلم في الطرس شكرا، ويشتمل على أسرار الظفر فتأتي الأسماع من غرائبها بما لم يحط به خبرا، وتتحفه بظهور أثر المساهمة بالهمة فتهدى إليه سرورا وأجرا.
المملوك يستفتح من حمد الله على ما فتح من الآية وفتح على أولياه(1) ورهب(2) من الأعداء على أعدائه/114/ ويسر من الظفر الذي أيد(2) بنصره وأمدا بملائكة سمائه، ليستديم به الإنجاد بحوله(4) ، ويستزيد به الإمداد من فضله وطوله، ويوالي من الصلاة على سيدنا محمد ما يستدر(5) به أخلاف الفتوح لا ويسترهف بيمينه(1) الصوارم التي هي على من كغر بالله ورسوله دعوة نوح، ويهدي من البشائر ما تختال به (7) أعطاف المنابر سرورا، وتتعطر(4) بذكره أفواه المحابرا حبورا، وترتشف الأسماع موارد وارده فتستحيل في قلوب الأعداء نارا، وفي قلوب الأولياء نورا، ونبادر إلى مساهمة الحاضر في استماعه كل بادر ، فينقلب إلى هله مسرورا، وينهي(2) آنه أصدرها والنصر قد خفقت بنوده، وصدقت وعوده، وسار بخلقات(10) البشائر في كل قطر بريده، والأعلام الشريفة السلطانية قد امتطتمن قلعة الروم صهوة لم تذل الراكب، وحلت من قبتها(11) وقلتها(12) بين الندوة137.
والغارب، وأراقت أستتها من دمائهم ما ترك الفراة لا تحل لشارب. ومد الإيمان بها أطنابه، وأعجلت السيوف المنصورة الشرك أن يضم للرحلة أثوابه، واستقرت بها قدم الإسلام ثابتة إلى الأبد، وسطت(14) بأرجائها سيوف أهل الجمعة حتى رق أهل السبت لأهل الأحد، وأذهب الله عنها رسوم التثليث حتى كاد حكم الثلاثة أن يسقط من العدد، وتبرأ منهم من كان يغرهم(15) بأمداده حتى الفرات لمجاورتهم ودت النقص خوفا أن يطلق على زيادتها اسم المدد، /115 ونطق بها الأذان فخرس (1) في تاريخ السلاطين : "ما منح من آلائه وفتح على أوليائه" .
(2) في تاريخ السلاطين : "ووهب من الإعداد" . (3) في تاريخ السلاطين : "أيد فيه" .
(4) في تاريخ السلاطين : "ما يستديم الإنجاد بحوله" .
(6) في تاريخ السلاطين: "بيمنه" .
(5) في الأصل: "يستد".
(7) في تاريخ السلاطين : "ما يتشرف به" . (8) في تاريخ السلاطين : "يتفطر".
(9) من هنا يبدأ النص في تذكرة النبيه 150/1، 51 (10) في تاريخ السلاطين : "بمختلفات" .
(11) في تاريخ السلاطين : "ونهاية الأرب، وتذكرة النبيه : "قنتها" . والمثبت يتفق مع تاريخ ابن الفرات .
(12) في الدرة الزكية: "وقلبها" .
(13) في تاريخ السلاطين : "الذروة والغارب" . وهما لفظان مترادفان أعلى الشيء.
(14) في تاريخ السلاطين : "وقتلت" .
(15) في تاريخ السلاطين : "يمذهم" .
Shafi 98