============================================================
حدث عن بهاء الدين بن الحميري. وكان قد انفرد بكتابة الأسرار السلطانية المنصورية، وحظي عند السلطان الملك المنصور دون جميع الموقعين. وكان سبب ذلك أن فخر الدين بن لقمان لما توزر للملك المنصور كان هو رئيس الموقعين وهو كاتب الأسرار، فقال له السلطان: من يكون عوضك في كتابة السر من الجماعة؟ فقال: يا خوند يكون فتح الدين بن عبد الظاهر. قال: أحضره، ل فأحضره ورتبه، واشتغل فخر الدين بأمور الوزارة، فاتفق أن فتح الدين تمكن من السلطان وحظي عنده حتى أن بعض الأيام ورد كتاب من بعض الجهات. وما كان فتح الدين حاضر(1)، وفخر الدين قد دخل، فأعطاه السلطان الكتاب حتى يقرأ عليه، فلما قرأ بعض الكتاب وفتح الدين دخل فأخذ الكتاب من يد فخر الدين ودفعه بيده وقال له : تأخر، وأعطى الكتاب لفتح الدين وألقى إليه إذنه فقرأه عليه وقال له: ما تكتب جوابه . ومن ذلك اليوم تأدبوا(2) معه رفاقه وخضعوا له . ولما ترك فخر الدين بن لقمان الوزارة، وعاد إلى كتابة الإنشاء لزم الأدب أيضا معه، ل وما قدر يعود/ 152/ إلى ما كان عليه أولا . وبقي على مرتبته إلى حيث توفي . ولما تولى الملك الأشرف بعد أبيه . ورتب الوزير شمس الدين بن السلعوس في الوزارة وفوض إليه جميع الأمور.ا قال شمس الدين لفتح الدين: كلما تكتبه تعرضه علي، فقال له: لا سبيل الى ذلك ولا يطلع على الأسرار إلا مولانا السلطان، فإن اخترتم وإلا عينوا عوضي، فلما قالوا للملك الأشرف ذلك قال : صدق، هو يكون على ما كان عليه زمن الشهيد، رحمه الله . ولما توفي وجدوا في آوراقه قصيدة قد عملها مرئية في المولى تاج الدين ابن الأثير رفيقه في كتابة الإنشاء. وكان تاج الدين له مدة طويلة اا مريض(2)، وقد أشرف على الموت فعوفي قبل وفاة فتح الدين بأيام قلائل، وولي تاج الدين بن الأثير مكانه، فعاد تاج الدين ابن الأثير رثاه .
وما أشبه هذه الواقعة بالأبيات المقدم ذكرها، وهي: لا تجزعي يا نفس إن عبشت بنا أيدي الخطوب وخانت الأيام وتضايقت أوقاتنا ولربما انكشفت شدايدنا ونن نيام كما قد رأينا من مريض فصلوا أكفانه حزنا عليه وهام فشفي وقام، ومات من قد فصلوا أيوابه للعبد وهو همام (1) الصواب: "حاضران.
(3) الصواب: "مريضا".
(2) الصواب: "تأدب".
Shafi 128