فأما الإسماعيلية فقد أطبقت المذاهب على تكفيرهم، فكأنما رموهم بحجر واحد، والسبب في ذلك أنهم أعابوا على نفوسهم بلهجهم في سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن كثيرا من المذاهب يتعصب ويغضب لسلفه أكثر مما يغضب لله سبحانه وتعالى، وآية ذلك أنهم يسمعون من هولاء الصوفية القول بالحلول، وتكذيب الله تعالى، ورسوله فيما حرم الله سبحانه، فلم يغضبوا لذلك، فلو شابوا ذلك بذكر أسلافهم لقتلوهم ونفوهم.
وتدبر ما قاله إسماعيل المقري(1) في قصيدته تعرف صحة ذلك حيث قال:
فيا ألي العلم يقرى العلم بينكم ... وإن سئلتم تقولوا القول لم يجب
إلى قوله فيها:
فانهوا علومكم فيه(2) إلى ملك ... بالله معتصم لله منتدب
سكوتكم غرة منكم وأوهمة ... بأن في الأمر ترخيصا لمرتكب
Shafi 62