قال: ((غدا إن شاء الله تعالى))، فانصرفوا، فقال رئيس النصارى لأصحابه: أنظروا هذا الرجل، فإن هو خرج في عدة من أصحابه فباهلوه فإنه كذاب، وإن هو خرج في خاصة من أهل بيته، فلا تباهلوه فإنه نبي، ولإن باهلناه لنهلكن، وقالت(1) النصارى: والله إنا لنعلم أنه للنبي الذي كنا ننتظر، ولإن(2) باهلنا لنهلكن، ولا نرجع إلى أهل ولا مال، فقالوا: كيف نعمل؟
قال الأسقف بن الحارث: رأيناه رجلا كريما، نغدوا إليه فنسأله أن يقيلنا، فلما أصبح إجتمع النصارى واليهود وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل المدينة، ومن حوله من العوالي فلم يكن بكر لم تر الشمس إلا خرجت، فاجتمع الناس ينتظرون خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج نبي الله -بأبي هو وأمي- وعلي بين يديه، والحسن عن يمينه قابضا بيده، والحسين عن شماله، وفاطمة خلفه، ثم قال: هلموا فهؤلاء أبناؤنا الحسن والحسين، وهؤلاء أنفسنا لعلي ونفسه، وهذه نساؤنا لفاطمة، قال: فجعلوا يتسترون بالأساطين، ويستتر بعضهم ببعض تخوفا من أن يبدأهم بالملاعنة، ثم أقبلوا حتى جثوا بين يديه، ثم قالوا: أقلنا أقالك الله، يا أبا القاسم؟، الخبر بطوله.
ومعنى البيت أن يكاذبني فيما أوضحت من الحجج، ويباهلني فإني أباهله .
وقائل : اللهم أهلك الكاذبين والعنهم، وارمهم بالحجارة، وخذهم اللهم، أخذ عزيز مقتدر.
Shafi 54