(26) والمعلوم أن كسر نفوس من وفد عليه من الحبشة يخاف أن يؤدي إلى ضرر أعظم، وهو الردة والكفر، الموجب للعطب، وغضب الرب.
وتقول يكره ما أتوا من لهوهم ... والله يكذب قول ذا المتسمد
المتسمد هو: المتخذ المسمد(1) الذي هو اللهو مذهبا، كقولهم: المتصوف للصوفي.
ومعنى البيت: أن الآفك هذا قال في قصيدته:
والزمر ما قام الدليل بحظره ... بل للكراهة للأدلة فارتد
لو كان تحريما نهى الزمار عن ... زمر وكان لسمعه لم يسدد
ولنزه الحبر ابن عباس عن ال ... إصغاء إلى صوت يعد من الدد
وقوله هذا تصريح أن الزمر وما يعد من الدد من سائر اللهو ليس بمحرم ولا مباح وقال فيما مضى: إنه مباح، حيث قال:
ومقاله إيها منونة تبيح اللعب، وهذا هو خلاف المعلوم من مذهب الصوفية؛ لأنهم يتخذونه دينا، ويقولون إن الغناء والزمر وجميع ما يعد من الدد ذكر، والله يكذبهم جميعا قال تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون}.
Shafi 39