ماكان فظا مغلظا بل هاديا ... متلطفا يهديهم للأحمد يعني يهديهم للأحمد: للطريقة التي هي أحمد من غيرها من سائر الطرق، وهي شريعة الإسلام التي من قبلها وعمل بها فاز بالجنة، ونجا من النار [ومن خالفها عطب وأوبق نفسه فأوجب غضب الله والخلود في النار] (1)، ومما يدل على(2) معنى البيت قوله تعالى: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}، ومن تلطفه صلى الله عليه وآله وسلم عدم فضاضته وغلظته هو أن أعرابيا بال في مسجده عند السارية، فزجره من حضر، فكفهم صلى الله عليه وآله وسلم عنه لما علمه صلى الله عليه وآله وسلم أن الغلظة عليه(3) تحمله على الردة، والرجوع إلى الكفر، وكذلك الحبشة لو كسر قلوبهم وأغلظ عليهم حملهم ذلك على الردة والرجوع إلى الكفر، وهذا معلوم من طبع البشر، قال الله تعالى لموسى وهارون صلوات الله عليهما: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أويخشى}.
Shafi 37