وفي (صحيح مسلم) في آخر كراسة من الجزء الثالث ما يدل على أن أصحاب العقبة من قريش، وذلك أنه روى بإسناده إلى عروة بن الزبير(1) أن عائشة حدثته أنها قالت: يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ فقال: ((ما لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة(2) إذ عرضت نفسي على ابن عبد بن بلبل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك ما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومكن وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك وبما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله: ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا(1))).
Shafi 30