Hashiyat Tartib na Abu Sitta
حاشية الترتيب لأبي ستة
وقال في شرح النونية: والمفتن والمفتون بمعنى واحد، يقال: أفتنت الرجل وفتنته أي اختبرته، قال الله تعالى: {وفتناك فتونا}[طه:40]، والفتنة في القرآن تخرج على وجوه؛ على الشرك كقوله تعالى: {وقاتلوهم حتىا لا تكون فتنة}[الأنفال:40] ، وقوله: {ثم سئلوا الفتنة لأتوها}[الأحزاب:14]، وتخرج على القتل، كقوله تعالى: {إن خفتم, أن يفتنكم الذين كفروا}[النساء:101]، وعلى الضلال، كقوله تعالى: {ومن يرد الله فتنته}[المائدة:41]، وعلى المقدرة كقوله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم, إلآ أن قالوا} الآية[الأنعام:24]، وعلى القضاء كقوله تعالى: {إن هي إلا فتنتك}[الأعراف:155]، وعلى الإثم كقوله تعالى: {ألا في الفتنة سقطوا}[التوبة:49]، أي في الإثم وقعوا، وعلى العبرة كقوله تعالى: {ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا }[الممتحنة:5]، وعلى العقوبة كقوله تعالى: {أن تصيبهم فتنة}[الفرقان:63]، وعلى الاختبار والاعتبار كقوله تعالى: {ولقد فتنا الذين من قبلهم }[العنكبوت:3]، وعلى العذاب كقوله تعالى: {جعل فتنة الناس كعذاب الله}[العنكبوت:10] أي عذاب الناس، وعلى الاحتراق كقوله تعالى: {يوم هم على النار يفتنون}[الذاريات:13]، وقوله: {إن الذين فتنوا المومنين والمومنات}[البروج:10] وعلى الجنون كقوله تعالى: {بأييكم المفتون}[القلم:6].
والفتنة ما يقع بين الناس من الحروب، قالت امرأة يوم الجمل:
شهدت الحروب وشيبتني ... فلم أر يوما كيوم الجمل
أضر على مسلم فتنة ... وأقتله لشجاع بطل
فليت الظعينة في رحلها ... وليتك عسكر لم ترحل
Shafi 96