Hashiyat Tartib na Abu Sitta
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: (فيجتمعون في صلاة الفجر) زاد البخاري (وصلاة العصر) قال الزين ابن المنير: التعاقب مغاير للاجتماع لكن ذلك منزل على حالين قلت: وهو ظاهر، وقال ابن عبد البر: الأظهر أنهم يشهدون معهم الصلاة في الجماعة واللفظ محتمل للجماعة وغيرهما، إلى أن قال: قال عياض: والحكمة في اجتماعهم في هاتين الصلاتين، من لطف الله تعالى بعباده وإكرامه لهم بأن جعل ملائكته في حال طاعته عباده لتكون شهادتهم لهم بأحسن الشهادة، قلت: وفيه شيء لأنه رجح أنهم الحفظة ولا شك أن الذين يصعدون كانوا مقيمين عندهم، مشاهدين لأعمالهم في جميع الأوقات فالأولى أن يقال: الحكمة في كونه تعالى لا يسألهم إلا عن الحالة التي تركهم عليها ما ذكره، ويحتمل أن يقال: إن الله تعالى يستر عنهم ما يعملون فيما بين الوقتين لكن بناء على أنهم غير الحفظة.
قوله: (ثم يعرج الذين باتوا فيكم) قال ابن حجر: استدل به بعض الحنفية على استحباب تأخير صلاة العصر ليقع عروج الملائكة إذا فرغ منها آخر النهار، وتعقب بأن ذلك غير لازم إذ ليس في الحديث ما يقضي أنهم لا يصعدون إلا ساعة الفراغ من الصلاة، بل جائز أن تفرغ الصلاة ويتأخروا بعد ذلك إلى آخر النهار، ولا مانع أيضا من أن تصعد ملائكة النهار وبعض النهار باق وتقيم ملائكة الليل، ولا يرد على ذلك وصفهم بالمبيت لقوله: (باتوا) لأن اسم المبيت صادق عليهم ولو تقدمت إقامتهم بالليل إقامتهم قطعة من النهار.
قوله: (فيسألهم ربهم) قال ابن حجر: اختلف في سبب الاختصار على سؤال الذين باتوا دون الذين ظلوا، فقيل: هو من الاكتفاء بذكر أحد المثلين عن الآخر كقوله تعالى: )فذكر إن نفعت الذكرى(، أي وإن لم تنفع، وقوله: )سرابيل تقيكم الحر( أي والبرد، وإلى هذا أشار ابن التين وغيره.
Shafi 20