283

Hashiyat Tartib na Abu Sitta

حاشية الترتيب لأبي ستة

وأما صاحب الإيضاح رحمه فذكر هنا مسألتين:

إحداهما: جزم بالإعادة ولم يذكر أنها بعد الإتمام وهي التي ذكرها صاحب القواعد رحمه الله، لكن سماها سهوا حيث قال: "وإن سها في صلاته حتى لا يدري أين كان فيها فإنه يعيد صلاته إلا إن كان خلف الإمام"، واستدل بهذا الحديث وتأويل أبي عبيدة له.

وثانيها: ذكر فيها ثلاثة أقول وعبر فيها بالشك حيث قال: وأما من شك في صلاته هل صلى واحدة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا أو سجد مرتين أو واحدة أو ركع أم لا فإنه يبني على اليقين في هذا كله لأن الله عز وجل لا يعبد بالشك، وقال بعض: يعيد صلاته لأنه لا يدري لعله زاد في صلاته، وقد روي أنه قال عليه السلام: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، قال بعض: لا يشتغل بالشك إذا كان عنده أنه قد صلى، واستدل بحديث ذي اليدين فقال: ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن متيقنا لأنه لو انصرف عن يقين لم يصدقهم، والله أعلم.

قوله: »أدبر الشيطان له صوت«، أي ضراط كما صرح بذلك في البخاري، قال ابن حجر: "(له ضراط ) جملة اسمية وقعت حالا بدون واو <1/293> لحصول الارتباط بالضمير وفي رواية الأصيلي (وله ضراط)، إلى أن قال: قال عياض: يمكن حمله على ظاهره لأنه متغذ يصح منه خروج الريح. ويحتمل أنها عبارة عن شدة نفاره، ويقربه رواية لمسلم (له حصاص) بمهملات مضموم الأول فقد فسره الأصمعي وغيره بشدة العدو، وقال الطيبي: شبه شغل الشيطان نفسه عن سماع الأذان بالصوت الذي يملأ السمع ويمنعه عن سماع غيره، ثم سماه ضراطا تقبيحا له، انتهى.

Shafi 284