Hashiyat Tartib na Abu Sitta
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: «والغسل من المني» الغسل بالفتح مصدر قولك غسلت الشيء، وبالضم الاسم، وبالكسر ما يغسل به الرأس من خطمي وغيره كما في الصحاح، وكان المراد بالاسم الأثر الحاصل بالمصدر، وقال ابن العربي: لا خلاف أعلمه أنه بفتح الغين اسم الفعل، وبضمها اسم الماء، وقال في الذخيرة: الغسل بالضم الفعل، وبالفتح الماء على الأشهر، وقال الفاكهاني: الغسل بضم الغين المعجمة وفتحها مصدر غسل يغسل غسلا، وبضمها فقط اسم للماء، وبالكسر اسم لما يغسل به الرأس كالخطمي والطفل، وذكر بعضهم أنه إذا أضيف إلى المغسول كان بالفتح كغسل الميت، وإن أضيف إلى غير المغسول كان بالضم كغسل الجنابة، والله أعلم، فليحرر ما الأصح من هذه الأقوال.
و(المني) بفتح الميم وكسر النون وتشديد الياء هو الماء الدافق الذي له رائحة كرائحة الطلع، وهو ثخين أبيض، وقد يصفر من علة، إلا أن الرائحة لا تنقطع عنه، وبه توجد اللذة وتنقطع الشهوة ويضطرب القضيب، وإنما سمي <1/125> بذلك لأنه يمنى أي ينصب، ولذا سميت (منى) بما يصب فيها من الدماء، واختلف فيه وفي المذي والودي والطهر من النساء هل هي من أعيان النجاسات أو مستنجسة بمرورها على محل البول كما هو معلوم.
قوله: «أمر المقداد بن الأسود أن يسأل» إلخ، سبب ذلك أنه روى علي أنه قال: "كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل منه في الشتاء حتى تشقق ظهري".
قوله: «من أجل ابنته عندي» في بعض الروايات عند قومنا من أجل فاطمة عليها السلام.
قوله: «فلينضح ذكره بالماء» يعني بغسله كله لأجل ما يلحقه من النجس كما يؤخذ من كلام الإيضاح في صفة الاستنجاء، ولأنه ذكر في كيفية إزالة النجاسات أن بعض أصحابنا قصر النضح على بول الطفل الذي لم يأكل الطعام، وكلام القواعد صريح في أنه ينضح فقط عملا بظاهر الحديث، والله أعلم.
Shafi 119