252

============================================================

الثانية: أن يكون ضميرا متصلا؛ كقولك : (الشمس طلعت) .

وكان الظاهر أن يجوز في تحو: (ما قام إلا هند) الوجهان، ويترجح التأنيث؛ كما في قولك: (حضر القاضي امرأة)، ولكنهم أوجبوا فيه ترك التاء في الشر؛..

فلا يجوز في هذا وأمثاله ترك التاء فلا يقال مثلا هنا وإذ قال امرأة عمران بالتجريد. وأما ما حكاه سيبويه عن بعض العرب من قوله : قال فلانة فهو شاذ لا ينقاس عليه وإن أفهمت عبارة الألفية أنه ينقاس على قلة . قال الدنوشري : والذي يسهل الشذوذ في ذلك كون فلانة ليس دالا على المؤنث وإنما هو دال على لفظ يدل على المؤنث كما يعلم من باب النداء (قوله ضميرا متصلا) أي: حقيقيا أو مجازيا وإنما وجب تأنيث الفعل في ذلك لئلا يتوهم أن ثمة فاعلا مذكرا منتظرا إذ يجوز أن يقال هند قام أبوها، والشمس طلع قرنها، وقيد الضمير بالمتصل احترازا من المنفصل من نحو: الشمس ما طلع إلا هي فالتذكير واجب. قال الأزهري: لعدم التوهم المذكور؛ لأن الفعل لا يكون له فاعلان. ثم إن المتصل كما قال اللقاني يحتمل أن يراد به ما لم ينفصل من الفعل ويمكن أن يراد به ما لا يمكن الافتتاح به ويظهر أثر الاحتمالين في نحو: غلام هند يقوم هي معه انتهى. وحاصله أن المراد بالاتصال على الأول الاتصال بالعامل لا الاتصال المذكور في باب الضمير وأنه يعلم وجوب التأنيث في المثال المذكور على الأول دون الثاني وكلام الأزهري في التعليل السابق يؤيد الثاني فافهم (قوله كقولك الشمس طلمت) فلا يجوز فيه الشمس طلع لما سلف قال المصنف: ويجوز ترك التاء في الشعر مع اتصال الضمير إن كان التأنيث مجازيا كقوله: ولا أرض أبقل أبقالها. وقال ابن كيسان: يجوز في النثر أيضا؛ لأن التأنيث مجازي ولا فرق بين المضمر والمظهر. واستدل على ذلك بأن الشاعر كان يمكنه أن يقول أبقلت أبقالها بالنقل فلما عدل عن ذلك مع تمكنه دل على أنه مختار لا مضطر. وقد يقال: إن التذكير لتأويل الأرض بالمكان ولا يأباه تأنيث الضمير في أبقالها إذ لا مانع من اعتبار الأمرين التأنيث باعتبار لفظ الأرض والتذكير باعتبار المعنى والتأويل بالمكان وكم لذلك من نظير نحو: كلا ومن الموصلة (قوله لكنهم أوجبوا ترك التاء في النشر) قيد به احترازا عن الشعر فقد أنشد الأخفش على التأنيث فيه : (326)

Shafi 326