141

============================================================

وأما قول العرب: (اتقى الله امرء فعل خيرا يثب عليه) بالجزم؛ فوجهه: أن (اتقى) الله و (فعل) خيرا وإن كانا فعلين ماضيين ظاهرهما الخبر إلا أن المراد بهما الطلب، والمعنى : ليتق الله امرو وليفعل خيرا، وكذلك قوله تعالى: مل اولكر على تحرق ثنجيݣر ين علاب أليم ثزمثون ولله ورسوله ويجلهدون فى سيل الله يا تولكز وأنفسكم ذلكر ثير لكر ان كثم لقلن يغفر لكز (الطف: 10-12) فجزم (يغفر)؛ لأنه جواب لقوله تعالى : لؤمنون بالله ورسوله وتجهدون}؛ لكونه في معنى: آمنوا وجاهدوا، وليس جوابا للاستفهام؛ لأن غفران الذنوب لا يتسبب عن نفس الدلالة، بل عن الإيمان والجهاد.

ولو لم يقصد بالفعل الواقع بعد الطلب الجزاء امتنع جزمه، كقوله تعالى: خذ من أمولهم صدقة تطهرهم} (التوبة: 103] ف تطهرهم} (التوبة: 103) مرفوع 00.0....

كان قائلا يقول قد ورد الجزم بعد الخبر المثبت، وأنتم قلتم بامتناعه اتفاقا فأجاب بما ترى (قوله ليتق وليفعل) قيل فيه نظر؛ لأن جملة فعل خيرا واقعة صفة لامرى وهي لا تكون طلبية فكان عليه أن لا يذكره في هذا التقدير أو يذكره أو لا يغيره. اللهم إلا أن يمنع كونها صفة أو تقدر بالقول انتهى، وكأنه مبني على أن الرواية فعل بلا واو والموجود في النسخ التي رايناها وفعل بالواو عطف على اتقى فلا مجال لهذا النظر. كما هو ظاهر لذي نظر. كذا أفيد (قوله يثب عليه) أي: على كل واحد من الاتقاء، وفعل الخبر فلا تغفل (قوله وليس جوابا للاستفهام لأن غفران إلخ) قيل(1): الجزم في جوابه تنزيلا للسبب، وهو الدلالة منزلة المسبب وهو الامتثال (قوله امتنع جزمه ووجب الرفع) إما بالصفة إن كان صالحا لذلك نحو قوله تعالى: { فهب لى من لدنك وليا( يريني} (مرسم: 5-6) أي : وليا وارثا وسيأتي هذا قريبا. أو بالحال كقوله تعالى: ونذرهم فى طفيكنهة يعمهون} (الانعام: 110) أي : عمهين.

أو بالاستئناف كقوله. وقال رائدهم أرسوا نزاولها(2)، قاله الجامي، وزاد الحمصي أو بالعطف نحو: ولا يؤذن لهلم فيعلدرون (المرسلات : 36) إذ المعنى نفي الإذن في الاعتذار (1) تقله في موصل الطلاب. منه.

(2) تمامه وكل حتف امرى يجري بمقدور. منه.

69)

Shafi 169