من علماء العامة (1)، وجده وسعيه وهمته العالية وفضائله الروحية والأخلاقية، كل ذلك قد صنع من الشهيد شخصية فريدة قل نظيرها.
يقول الشهيد:.
معدود من الخسران إن صرف الزمان في المباح وإن قل، لأنه ينقص من الثواب ويخفض من الدرجات، وناهيك خسرانا بأن يتعجل ما يفنى، ويخسر زيادة نعيم يبقى (2).
وقال الشهيد الثاني في أول شرحه لكتاب اللمعة:
ونقل عن المصنف (رحمه الله) أن مجلسه بدمشق ذلك الوقت ما كان يخلو غالبا من علماء الجمهور، لخلطته بهم وصحبته لهم، قال: «فلما شرعت في تصنيف هذا الكتاب كنت أخاف أن يدخل علي أحد منهم فيراه، فما دخل علي أحد منذ شرعت في تصنيفه إلى أن فرغت منه، وكان ذلك من خفي الألطاف.»
وهو من جملة كراماته، قدس الله روحه ونور ضريحه (3).
وقال الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته «جواهر البحرين في علماء البحرين» في ترجمة جمال الدين أحمد بن عبد الله بن متوج البحراني:
سمعت جماعة من مشايخنا عطر الله مراقدهم. يحكون أنه كان يقع بينه وبين شيخنا السعيد أبي عبد الله الشهيد عطر الله مرقده ونور مشهده مناظرات ومشاجرات، وفي غالب الأحوال يكون الغالب الشيخ جمال الدين (رحمه الله).
فلما عاد إلى جزيرة أوال من البحرين، وتولى الحكم والقضاء، وتصدى للأمور الحسبية والمصالح الدينية اشتغل ذهنه بذلك، فلما حج (رحمه الله) اجتمع في مكة زادها الله تعالى شرفا بشيخنا الشهيد طاب ثراه، فتناظرا في بعض المسائل، فغلبه شيخنا الشهيد قدس الله روحه، وأفحمه. فسأله الشيخ جمال
Shafi 96