وكذلك شمس الأئمة الكرماني الشافعي أجاز الشهيد في جمادى الأولى عام 758، ووصفه بقوله:
المولى الأعظم الأعلم، إمام الأئمة، صاحب الفضلين، مجمع المناقب والكمالات الفاخرة، جامع علوم الدنيا والآخرة، شمس الملة والدين. (1).
فإن كان الشهيد قد ولد عام 734 فقد كان ابن اثنين وعشرين ربيعا عندما أجازه فخر الدين في عام 756، وكان ابن اربع وعشرين ربيعا عندما أجازه شمس الأئمة الكرماني. ومع الاعتراف بنبوغ الشهيد وتقدمه العلمي، من المستبعد أن يطلق فخر الدين والكرماني مثل هذه التعابير والنعوت في وصف الشهيد جزافا- خذ على سبيل المثال: «أفضل علماء العالم»- في حين أن الفيروزآبادي مؤلف القاموس المحيط وصف- في إجازة له- فخر المحققين في عام 757 بقوله:.
شيخي ومولاي، علامة الدنيا، بحر العلوم وطود العلى، فخر الدين أبي طالب محمد ابن الشيخ الإمام الأعظم، برهان علماء الأمم. (2).
وعلى هذا- مع ما نعلم من نبوغه وتقدمه العلمي حتى في صغر سنة- فإن فخر الدين لم يكن في ذلك التاريخ عالما صغيرا ليس بذي شأن، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الألقاب التي أطلق في مدح الشهيد لم تكن اعتباطا.
أضف إلى ذلك أنه أجاز الشهيد أيضا- قبل ذلك التاريخ- في داره بالحلة آخر نهار العشرين من شعبان عام 751 (3)، وأجازه السيد عميد الدين في هذه السنة (4)، حين كان الشهيد ابن سبعة عشر ربيعا على فرض ولادته عام 734.
3- أجاز الشهيد لعدد كثير من العلماء عام 757 بالحلة، بعد ما قرؤوا عليه علل الشرائع- كما يأتي في البحث عن تلامذة الشهيد- وكانت الحلة في ذلك
Shafi 82