280

Hashiyat Irshad

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

Nau'ikan

الوقاية إلى الشهيد كلاما ظاهره عجيب، حيث قال:.

الظهور الذي عرفت حجيته هو الذي يفهمه أهل تلك اللغة من اللفظ أو من زوالها. حتى عاد كأحدهم، بل كاد أن يعد منهم، فلا بد لمن يروم استنباط الأحكام من الكتاب والسنة من ممارسة هذه اللغة الشريفة، ومعرفة عوائد أهلها، ودرس أخلاقها وطبائعها، والاطلاع على أيامها ومذاهبها في جاهليتها وإسلامها. وهذا مراد الشهيد الثاني من قوله: أبعد الناس عن الاجتهاد العجم، إذ من الواضح أنه سقى الله ثراه لا يريد العجم من حيث النسب، كيف ومعظم علوم العربية تؤثر عنهم، وأكثر علماء الدين منهم، بل يريد من له العربية تطبع لا طبيعة، وتكلف لا قريحة. فليخف الله من هذا نعته، وليدع الفتوى في الحلال والحرام حتى يحصل له من الممارسة معرفة مجاري الكلام (1).

والحال أن الشهيد الثاني لم يقل: «أبعد الناس عن الاجتهاد العجم»، ولم نظفر في آثاره بهذا الكلام، نعم ظفرنا بكلام له في هذا الشأن، وهو كلام متين واضح لا غبار عليه ومراده بين غير محتاج إلى التوجيه، وإليك نص كلامه- في ذكر العلوم التي ذكرها العلماء وعدوها من شرائط الاجتهاد-:

وأما العربية فالضابط فيها فهم معاني الآيات الأحكامية وأحاديثها. وأبعد الطرق إلى هذا المطلب طريق العجم، فإن مناط تعليمهم وتعلمهم العربية على مناقشات لفظية متعلقة بالألفاظ والعبارات والتعريفات، ولذلك تراهم يصرفون أكثر أعمارهم في تعلمها، ولا تحصل لهم قوة فهم مدلولات ألفاظ العربية بالسهولة. والظاهر أن للمعاني والبيان دخل في معرفة لغة العرب، مع أن أكثرهم لا يعدونهما من شرائط الاجتهاد. (2)

5- قال العلامة السيد الأمين في ترجمة العلامة الحلي: «وعلى القواعد

Shafi 305