220

Hashiyat Irshad

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

Nau'ikan

كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة.

وكان سبب حبسه أن وشى به تقي الدين الخيامي- بعد جنونه وظهور أمارة الارتداد منه- أنه كان عاملا [كذا]، ثم بعد وفاة هذا الواشي قام على طريقته شخص اسمه يوسف بن يحيى، وارتد عن مذهب الإمامية، وكتب محضرا شنع فيه على الشيخ شمس الدين بن مكي ما قالته الشيعة ومعتقداتهم وأنه كان أفتى بها الشيخ ابن مكي. وكتب في ذلك المحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ممن يقول بالإمامة والتشيع وارتدوا عن ذلك، وكتبوا خطوطهم تعصبا مع يوسف بن يحيى في هذا الشأن، وكتب في هذا ما يزيد على الألف من أهل السواحل من المتسننين، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت- وقيل: قاضي صيدا- وأتوا بالمحضر إلى القاضي ابن جماعة لعنه الله بدمشق، فنفذه إلى القاضي المالكي وقال له: تحكم فيه بمذهبك، وإلا عزلتك.

فجمع ملك الأمراء بيدمر لعنه الله القضاة والشيوخ لعنهم الله جميعا، واحضروا الشيخ (رحمه الله)، وأحصروا المختصر [كذا، ظ: المحضر] وقرئ عليه. فأنكر ذلك وذكر أنه غير معتقد له مراعيا للتقية الواجبة، فلم يقبل ذلك منه، وقيل له: قد ثبت ذلك شرعا ولا ينتقض حكم القاضي.

فقال الشيخ للقاضي ابن جماعة: إني شافعي المذهب وأنت إمام المذهب وقاضيه، فاحكم في بمذهبك. وإنما قال الشيخ ذلك لأن الشافعي تجوز توبة المرتد عنده. فقال ابن جماعة: حينئذ على مذهبي يجب حبك سنة كاملة، ثم استتابتك، أما الحبس فقد حبست ولكن أنت استغفر الله حتى أحكم بإسلامك. فقال الشيخ: ما فعلت ما يوجب الاستغفار، خوفا من أن يستغفر فيثبتوا عليه الذنب، فاستغلطه ابن جماعة لعنه الله وقال: استغفرت فثبت

Shafi 243