Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Nau'ikan
له فكأنه من البين الذي لا خفاء فيه، أن الطريق المستقيم ما يكون طريق المؤمنين.
وقيل: الذين أنعمت عليهم الأنبياء. وقيل: أصحاب موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قبل التحريف والنسخ. وقرىء صراط من أنعمت عليهم، والإنعام إيصال النعمة وهي في الأصل الحالة التي يستلذها الإنسان فأطلقت لما يستلذه من النعمة. وهي اللين.
ونعم الله وإن كانت لا تحصى كما قال: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [النحل: 18] تنحصر في جنسين دنيوي وأخروي. فالأول قسمان: موهبي وكسبي. والموهبي: قسمان قوله: (أن الطريق المستقيم ما يكون طريق المؤمنين) مع قوله أولا: «والتنصيص» على أن طريق المسلمين يدل على اتحاد الإيمان والإسلام عنده كما هو المختار عند جمهور الحنفية والمعتزلة وبعض أهل الحديث، لكنه قال في شرحه للمصابيح في أول كتاب الإيمان والإسلام: هو الانقياد والإذعان يقال أسلم واستسلم إذا خضع لله تعالى وأذعن بقبول أحكامه وتكاليفه ولذلك أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال: ما الإسلام بالأركان الخمسة؟ فقال:
«الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» فقال جبريل عليه السلام: صدقت.
ولمن قال: ما الإيمان؟ بقوله: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره». فقال جبريل: صدقت إلى آخره. وهذا الجواب تصريح بأن الأعمال خارجة عن مفهوم الإيمان وأن الإسلام والإيمان متباينان كما أشهر به قوله تعالى: قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا [الحجرات: 14] وإليه ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري. ثم إنه ذكر قول من يقول باتحادهما بقوله: وقال بعض المحدثين وجمهور المعتزلة الإيمان والإسلام عبارتان عن معبر واحد وهو مجموع التصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان. ورد عليهم بقوله: ويرد عليهم أنه سبحانه عطف الأعمال الصالحة والانتهاء عن المعاصي على الإيمان في مواضع لا تخفى ولو كانت الأعمال داخلة في الإيمان لما حسن ذلك، وعلى المحدثين خاصة أنه لو كان كذلك لزم خروج الفاسق بفسقه عن عداد المؤمن كما قاله المعتزلة لكنهم أشد الناس إنكارا لهذه المقالة هذا كلام المصنف في ذلك الشرح. وهو صريح في القول بتغايرهما فبين كلامه في كتابيه تناف وتدافع حيث أشار في هذا الكتاب إلى كونهما متحدين، وفي ذلك الشرح إلى كونهما متباينين حيث جعل الأعمال خارجة عن مفهوم الإيمان وجعلها من ثمراته وعلاماته فمن تركها فسقا ومعصية لا يخرج به عن الإيمان لأن انتفاء ثمرة الشيء لا تستلزم انتفاء أصله ويمكن أن يقال في التلفيق بينهما أنه أراد بالتغاير بينهما التغاير بين مفهومي الإيمان والإسلام وبالاتحاد اتحادهما بحسب الصدق، فلا منافاة لأن التغاير في المفهوم لا يستلزم التباين في الصدق كالإنسان والناطق والإسلام والإيمان من
Shafi 97