386

Hashiya Cala Tafsir Baydawi

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Nau'ikan

المدينة على ما فيها أو من السورة التي هي الرتبة قال:

ولرهط حراب وقد سورة ... في المجد ليس غرابها بمطار

لأن السور كالمنازل والمراتب يرتقي فيها القارىء أولها مراتب في الطول والقصر والفضل والشرف وثواب القراءة. وإن جعلت مبدلة من الهمزة فمن السورة التي هي البقية والقطعة من الشيء والحكمة في تقطيع القرآن سورا إفرادا لأنواع وتلاحق الأشكال وتجاوب النظم، وتنشيط القارىء وتسهيل الحفظ والترغيب فيه فإنه إذا ختم سورة نفس ذلك عنه كالمسافر إذا علم أنه قطع ميلا أو طوى بريدا. والحافظ متى حذقها اعتقد أنه قوله: (حراب وقد) في النسخ المعول عليهما بالراء المهملة، وفي بعضها بالزاء المعجمة وهما اسما رجلين من بني أسد وهما حراب بن زهير وقد بن مالك، ورهط الرجل قومه وقبيلته. أثبت لقومهما رتبة في المجد ووصفها بأن الغراب الواقع فيها لا يمكن لأحد أن يطيره، شبه أهل الحاجات العاكفين حول سرادقاتهم طالبين ثمرات مجدهم وعوائد فضلهم بالغربان الواقعة في أرض مخصبة كثيرة الثمار المائلة بطباعها إليها بحيث لا يتأتى إطارتها عنها. وقيل: هو كناية عن رفعة شأن تلك الرتبة أي لا يصل إليها الغراب حتى يطار إذ لا غراب هناك ولا إطارة، أو لا تصل الإشارة إلى غرابها حتى يطار مع أنه ينفر بأدنى ريبة.

وإن كان واوها منقلبة عن الهمزة تكون منقولة من السؤر بمعنى القطعة والبقية، ومنه يقال:

أسار في الإناء أبقى فيه قطعة وبقية من الماء فيكون تسمية سورة القرآن بها لكونها قطعة منه. قوله: (والحكمة في تقطيع القرآن سورا إفرادا لأنواع الخ) أي تمييز بعض الأنواع المختلفة عن البعض الآخر بإيراد كل واحد منها في سورة على حدة وتلاحق الأشكال أي انضمام بعض النظائر بالبعض الآخر منها بإيرادها جميعا في سورة واحدة، وتجاوب النظم أي أطراف النظم وجوانبه يكون بعضها للبعض الآخر منها مناسبا له، كأنه يتجاوب ويتجاذب كل بعض مع صاحبه. وتنشيط القارىء تحريكه وجعله ذا نشاط ورغبة في القراءة والدرس والتحصيل. قوله: (نفس ذلك عنه) أي فرج عنه بعض الكربة. والميل ثلث الفرسخ، والبريد اثنا عشر ميلا وهو مسيرة يوم للمسافر والبريد في الأصل اسم لبغل يحفظ في الخانات المبنية في الطرق ليركبه من يبعثه السلطان لمصلحة. وهو كلمة فارسية أصله «بريده دم» وذلك لأن الملوك الماضية كانوا يبنون الربط في الطرق ويوقفون فيها البغال ليركبها الرسل المبعوثة للحاجات ويقطعون أذناب تلك البغال علامة لذلك فتكون موقوفة فيها لأجل الحاجات، ثم سمي به الرسول المحمول عليها، ثم سميت به المسافة التي يقطعها الرسول وهي اثنا عشر ميلا. قوله: (متى حذقها) أي أتمها وقطعها من قولهم:

Shafi 392