350

Hashiya Cala Tafsir Baydawi

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Nau'ikan

بهم من المضار، وتحيرهم لشدة الأمر وجهلهم بما يأتون ويذرون بأنهم كلما صادفوا من البرق خفقة انتهزوها فرصة مع خوف أن يخطف أبصارهم فخطو خطى يسيرة ثم إذا خفي وفتر لمعانه بقوا متقدين لا حراك بهم. وقيل: شبه الإيمان والقرآن وسائر ما أوتي الإنسان من المعارف التي هي سبب الحياة الأبدية بالصيب الذي به حياة الأرض، وما ارتبكت بها من شبه الطائفة المبطلة واعترضت دونها من الاعتراضات المشكلة بالظلمات وشبه ما فيها من الوعد والوعيد بالرعد، وما فيها من الآيات الباهرة بالبرق وتصامهم عما يسمعون من الوعيد بحال من يهوله الرعد فيخاف صواعقه فيسد أذنه عنها مع أنه لا خلاص لهم منها. وهو معنى قوله: والله محيط بالكافرين [البقرة: 19] تنفع في ردها قدر الله تعالى. قوله: (وتحيرهم وجهلهم) معطوفان أيضا على «أنفسهم» والضمير المجرور فيهما للمنافقين وقوله: «بأنهم كلما صادفوا» عطف على أصحاب الصيب والضمير المنصوب في قوله: «بأنهم» والمرفوع في «صادفوا» لأصحاب الصيب، والخفقة اللمعان، والانتهاز الاغتنام وهو متعد إلى واحد فقوله: «فرصة» حال من المفعول، والحراك بفتح الحاء الحركة. قوله: (وقيل شبه الإيمان) وهذا القول أيضا مبني على جعل التمثيل الثاني من قبيل التمثيل المفرد فيجب أن يعتبر ههنا أيضا تشبيه أنفسهم بأصحاب الصيب الذي شبه به الإيمان ونحوه. ولما اعتبر في جانب المشبه به الصيب الحقيقي الذي هو المطر أو السحاب الحاصل لأصحابه لا بد أن يعتبر بإزائه في جانب المشبه شيء يشبه بذلك ويكون حاصلا للمنافقين حتى يكونوا بذلك كأصحاب الصيب الحقيقي، كما اعتبر ذلك في الوجه الأول وهو إيمانهم المخالط بالكفر والخداع حيث شبه بصيب فيه ظلمات ورعد وبرق بعد ما اعتبر حصوله لهم واختصاصه بهم. والشيء المشبه بالصيب الحقيقي في هذا الوجه هو مجرد الإيمان والقرآن وسائر المعارف مع قطع النظر عن خصوص حصوله لهم كما يدل عليه قوله: «وقيل شبه الإيمان» الخ من غير إضافة شيء منها إليهم، والوجه في ذلك أنه نظر أولا إلى عدم حصول تلك الأشياء لهم في نفس الأمر وثانيا نظر إلى ما بينهم وما بينها من أدنى الملابسة وهو كونهم في زمان ظهورها وإشراق أنوارها فاعتبر إضافتها إليهم لذلك وقوله: «وما ارتبكت بها» أي وشبه ما اختطلت بالمذكورات من الإيمان وغيره عطف على قوله: «الإيمان» يقال: ربكت الشيء فارتبك أي خلطته فاختلط، وهو من باب نصر. قوله: (من شبه الطائفة المبطلة) بيان «ما» و «دونها» بمعنى عندها. قوله: (وشبه ما فيها من الوعد والوعيد بالرعد) أما مشابهة الوعد بالرعد فلكونه مبشرا بالغيث الذي هو من أثار الرحمة ومشابهة الوعيد لكونه منذرا بالصاعقة التي هي من آثار القهر والنقمة. قوله: (وتصامهم) أي عدم إصغائهم وهو بيان ما في جانب المنافقين بأن جعل أصحاب الصيب أصابعهم في آذانهم. قوله: (وهو) أي

Shafi 356