Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Nau'ikan
جنس المستوقدين أو الفوج الذي استوقد، والاستيقاد طلب الوقود والسعي في تحصيله وهو سطوع النار وارتفاع لهبها، واشتقاق النار من نار ينور نورا إذا نفر لأن فيها حركة واضطرابا.
«ولكونه مستطالا بصلته» علة متقدمة لقوله: «استحق التخفيف» أي بحذف نونه، والجملة استئناف جواب عما يرد على قوله: «ولذلك» أي ولاستحقاقه التخفيف بولغ في تخفيفه فحذف ياؤه. فقيل: ألذ بكسر الذال ثم اقتصر على اللام بحذف الذال فقيل: الضارب والمضروب مثلا. قال صاحب الكشاف في المفصل: واسم الفاعل كالضارب في معنى الفعل وهو مع المرفوع به جملة واقعة صلة اللام. أراد به جواب ما يقال: كيف يصح أن يقال الصلة لا بد أن تكون جملة واسم الفاعل مع فاعله قد يكون صلة للام وليس بجملة؟ وتقرير الجواب أن قولنا:
الضارب أباه زيد معناه الذي ضرب أباه زيد بدلالة عطف الفعل عليه في قوله تعالى: إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا [الحديد: 18] فإن المعنى إن الذين أصدقوا وأقرضوا إلا أن الفعل أخرج على صورة اسم الفاعل أو المفعول على حسب ما يقتضيه المقام.
فقيل في نحو جاءني الذي ضرب أباه: جاءني الضارب أباه، وفي نحو جاءني الذي ضرب:
جاءني المضروب مراعاة لجانب اللفظ. فإن الألف واللام وإن كان بمعنى «الذي» إلا أنه في صورة الألف واللام الذي للتعريف وهو من خواص الاسم ولا يدخل الفعل، فلذلك أخرج الفعل على صورة الاسم عند تخفيف «الذي» وتغييره إلى صورة الألف واللام مع بقاء معنى الفعل فكانت صلة الألف واللام أيضا جملة فعلية. والتأويل الثاني لرجوع ضمير الجمع في قوله: بنورهم إلى «الذي» ما ذكره بقوله: «أو قصد به جنس المستوقد» وهو معطوف على قوله: «بمعنى الذين» كأنه قيل: رجع ضمير «نورهم» إلى «الذي» لكونه بمعنى «الذين» أو لما قصد به جنس المستوقدين أو لكون التقدير كمثل الفوج الذي استوقد نارا. والفرق بين هذين الوجهين أن ضمير «استوقد» و «نورهم» على الأول يرجع إلى نفس «الذي» لكن باعتبار كونه بمعنى جنس المستوقدين وهو باعتبار تناول الآحاد المستوقدين في معنى الجمع وبالنظر إلى المعنى الجنسي والمفهوم الكلي المشترك بينهما مفرد فأفرد ضميرا «استوقد» بملاحظة المعنى الجنسي، وجمع ضمير بنورهم باعتبار تناوله الآحاد المستوقدين. وعلى الثاني يرجع كل واحد من الضميرين إلى الموصوف المقدر المفرد اللفظ المجموع المعنى فأفرد الضمير الراجع إليه تارة وجمع أخرى نظرا إلى ما فيه من الجهتين. قوله: (طلب الوقود) وهو بضم الواو مصدر وقدت النار تقد أي توقدت، وسطعت أي ارتفعت واستعلت، وأوقدها غيرها واستوقدها أي أشعلها، فالاستيقاد بمعنى الإيقاد بالسعي والطلب، كالاستخراج بمعنى الإخرج بالسعي والطلب. فمعنى استوقد نارا اشتعل نارا بنفسه، والوقود بفتح الواو الحطب ونحوه.
قوله: (واشتقاق النار من نار ينور نورا إذا نفر) أي فر والنور الضياء الحاصل من النير والنور،
Shafi 315