Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Nau'ikan
الاستواء المدلول عليه بالاستفهام المقدر وقوعه من قبل من خاطب الله بقوله: أأنذرتهم فإن معنى الاستواء لما كان مستفادا من الاستفهام المقدر منه كان دخول كلمتي الهمزة «وأم» في جوابه لتقرير ذلك المعنى لا لإفادته ابتداء.
قوله: (فإنهما جردتا الخ) تعليل وتوضيح لوجه كون دخولهما لتقرير معنى الاستواء يعني أن تمام معناهما الاستفهام مع الاستواء في علم المستفهم فانسلخ عنهما ههنا الدلالة على معنى الاستفهام وتمحضتا للدلالة على معنى الاستواء. فإن اللفظ المتضمن لمعنيين قد يجرد لأحدهما ويستعمل فيه وحده فتنقل الدلالة المتضمنة إلى القصد وهو المراد بالتقرير والتأكيد ونظيرهما في التمحيض للدلالة على بعض المعنى الأصلي حرف النداء المقدر قبل كلمة «أي» الموصوفة بالمعرف باللام في قولهم: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة. فإن حرف النداء في الأصل متضمن لمعنيين طلب الإقبال وتخصيص المنادي وتعيينه للإقبال، ثم إنها تجردت ههنا عن طلب الإقبال وتمحضت لمجرد معنى التخصيص كأنه قيل: اغفر لنا ونعني هذه الجماعة التي هي نحن. فإن قلت: لما تجردت الهمزة «وأم» لمعنى استواء الأمرين كان الإخبار عنهما بقوله: سواء تكرار بلا طائل بمنزلة أن يقال: المستويان مستويان، أجيب عنهما بأن الاستواء المدلول عليه بالهمزة «وأم» هو استواء الأمرين في علم المستفهم على معنى أنه يعلم أن أحدهما واقع لا على التعيين ولا يترجح عنده وقوع أحدهما على وقوع الآخر، والاستواء الذي هو مدلول الخبر هو الاستواء في الغرض الذي سيق له الكلام وهو في الآية المذكورة ههنا عدم النفع فلا تكرار لأن محصول المعنى «المستويان في عملك» من حيث إمكان الحصول مستويان في عدم النفع. وفي الحواشي الشريفية: الاستواء المستفاد من الهمزة «وأم» هو الاستواء في علم المستفهم والذي مر في قوله: سواء هو الاستواء فيما سيق له الكلام وهو عدم الإيمان، كأنه قيل: المستويان في علمك مستويان في عدم الجدوى. وفي قول المصنف: «فإنهما جردتا عن معنى الاستفهام» إشارة إلى جواب سؤالين يردان على كون قوله: أأنذرتهم أم لم تنذرهم مرفوع المحل إما على الفاعلية أو على الابتداء مع تقدم خبره عليه. تقرير السؤال الأول: أن همزة الاستفهام لها صدر الكلام فكيف يصح أن يجعل ما بعدها فاعلا لما قبلها ومبتدأ مقدم الخبر؟ وتقرير السؤال الثاني أن الهمزة «وأم» يطلب بهما تعيين أحد الأمرين المستويين وما يتعلق به سواء إما بأن يعمل فيه أو بأن يكون خبرا له لا يكون إلا متعددا فإن سواء لا يستند إلا إلى شيئين فصاعدا لا إلى أحد الأمرين. وتقرير الجواب عنهما أن اقتضاءهما صدر الكلام وكونهما لأحد الأمرين إنما هما على تقدير استعمالهما في معناهما الأصلي وهو الاستفهام مع الاستواء وقد جردتا في الآية
Shafi 227