Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Nau'ikan
خصفه نصفها الحاء والهاء والصاد والسين والكاف، ومن البواقي المجهورة نصفها يجمعه لن يقطع أمر. ومن الشديدة الثمانية المجموعة في أجدت طبقك أربعة يجمعها أقظك، ومن البواقي الرخوة عشرة يجمعها حمس على نصره، ومن المطبقة التي هي الصاد والضاد والطاء والظاء نصفها، ومن البواقي المنفتحة نصفها، ومن القلقلة وهي حروف تضطرب عند خروجها ويجمعها قد طبج نصفها الأقل لقلتها، ومن اللينتين الياء لأنها أقل مخارجها بخلاف المجهورة فإنها قوية في أنفسها لقوة اعتمادها على مخارجها فلذلك لا يجري النفس مع النطق بها بل يحتبس، فإن النفس الخارج من أقصى الصدر يتكيف كله بكيفية الصوت في المجهورة فيحصل صوت قوي يمنع خروج النفس مع النطق بها بخلاف المهموسة فإن النفس الخارج لا يتكيف كله بكيفية الصوت بل يبقى شيء منه بلا صوت فيجري مع النطق بالحرف. لكن هذا الجري وعدمه إنما يكون أبين عند تحرك الحرف فلهذا قيد تعريف الجهر والهمس بالتحرك ومثلوا بققق وككك وقالوا: إنك تجدد النفس محصورا أي محتبسا لا يجري مع النطق بالأول وتجده جاريا غير محتبس مع النطق بالثاني.
والحروف الشديدة ما ينحصر جري صوتها في مخرجها فمدار الشدة والرخاوة على الصوت كما أن مدار الجهر والهمس على النفس الخارج، فالصوت المتكيف بكيفية الحروف إنما أن ينحصر ولا يجري معها أو لا ينحصر، فإن انحصر تسمى الحروف شديدة وإن لم ينحصر تسمى رخوة. ولما كان انحصار الصوت في المخرج وجريه أظهر عند السكون قدروه ساكنا ومثلوه بالحج والبطش والظل، والشديدة ثمانية أحرف وهي حروف قولك: أجدت طبقك من الإجادة وهي جعل الشيء جيدا، والمذكور منها في الفواتح أربعة وهي حروف قولك:
اقطك أي عليك اقطك أي خذه والأقط طعام يتخذ من اللبن. وما بقي بعد هذه الحروف الثمانية الحروف الرخوة وهي عشرون بناء على أن الألف اللينة ليست حرفا برأسها، والمذكور في الفواتح منها عشرة أحرف نصف العشرين وهي حروف قولك: حمس على نصره والحمس بضم الحاء المهملة جمع أحمس مثل أحمر يقال: حمس بالكسر أي تشدد وتصلب في الدين أو في القتال، والتحمس التشدد والتعافي والحماسة والشجاعة والأحمس الشجاع. والمطبقة بفتح الباء أربعة أحرف ينطبق اللسان على الحنك الأعلى عند تلفظها، والمنفتحة ما بقي وهي أربعة وعشرون ينفتح اللسان والحنك عند تلفظها بل يتجافى كل واحد منهما عن الآخر عنده، والمذكور منها في الفواتح أيضا نصفها وهو اثنا عشر حرفا.
وحروف القلقة حروف يضطرب اللسان ويتحرك عن صوتها وذلك أن حروف القلقلة لاجتماع وصفي الشدة والجهر فيها يحتاج المتكلم عند النطق بها ساكنة وضغط لسانه إلى مخرج الحرف والتصاقه به فلا يخرج صوتها عند النطق بها حالة الوقف إلا بقلقة اللسان وتحريكه
Shafi 122