حاشية السندي على صحيح البخاري
حاشية السندي على صحيح البخاري
Nau'ikan
37 باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه قوله : (كانت لا تسمع) بصيغة المضارع لأنها تدل على الاعتياد والاستمرار بعد كان والدلالة على الاعتياد مطلوبة قوله : (إنما ذلك العرض) أي الحساب اليسير ليس من باب الحساب ، وإنما هو من باب العرض أي عرض أفعال العبد عليه مع التبشير بالغفران والحساب لا يكون إلا بنوع مناقشة عن ومن حوسب كذلك يعذب ، وعلى هذا فليس حاصل الجواب بيان التجوز في قوله من حوسب عذب بأن المراد الحساب في هذا الكلام المناقشة في الحساب حتى يرد أن قوله إنما ذلك العرض لا يحتاج إليه في تمام الجواب ، بل حاصل الجواب حمل الحساب اليسير على العرض وأن مطلق الحساب لا يخلو عن نوع مناقشة ، والمناقشة حالة الحساب تقضي إلى الهلاك فصح قوله من حوسب عذب ، ولم يكن منافيا للآية والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 36
38 باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب
قوله : (سمعته) أي : القول وكذا ضمير وعاه للقول ، وأما ضمير أبصرته فللنبي صلى الله
55
تعالى عليه وسلم وليس هو من التفكيك القبيح لظهور القرينة قوله : (إن الله قد أذن لرسوله الخ) أي : كان حلها مخصوصا به ، فلا يتم به الدليل وقوله وإنما أذن لي الخ أي وكان ذلك الحل أيضا ساعة لا على الدوام فدليله باطل بوجهين بخصوص الحل به ، وعدم دوامه وقوله ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس أي عادت حرمتها بعد الساعة كحرمتها قبلها ، فالمراد باليوم ما بعد الساعة لا يوم التكلم لأن عود الحرمة كان يوم القتال بعد ما انقضت ساعة الحل والتكلم كان الغد من يوم القتال ، والمراد بالأمس ما قبل الساعة لا أمس يوم التكلم والله تعالى أعلم. اه. سندي.
قوله : (صدق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم) أي فيما يفيده قوله ليبلغ الخ من الحاجة إلى التبليغ والله تعالى أعلم.
Shafi 36