حاشية السندي على صحيح البخاري
حاشية السندي على صحيح البخاري
Nau'ikan
37 باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر قوله : (خوف المؤمن من أن يحبط عمله) أي خوفه من أن يكون منافقا ، فيحبط لذلك عمله وهو لا يعلم بنفاقه لكمال غفلته أو خوفه من أن يحبط عمله بشؤم معاصيه كما رفع علم ليلة القدر من قلبه صلى الله تعالى عليه وسلم بشؤم الاختصار. قوله : (أن أكون مكذبا) بكسر الدال أي مكذبا في الباطن للحق الذي أذكره في الظاهر منافقا واتهام النفس على هذا الوجه من كمال الإيمان أو أكذب قولي بعملي أو بفتح الذال أي يكذبني عملي.
30
38 باب سؤال جبريل النبي {صلى الله عليه وسلم} عن الإيمان ، والإسلام والإحسان ، وعلم الساعة
قوله : (أن تؤمن بالله) أي تصدق بوحدانيته ، وبما يليق به من الصفات ، فالمراد بقوله أن تؤمن المعنى اللغوي والإيمان المسؤول عنه الشرعي فلا دور ، وفي هذا التفسير إشارة إلى أن الفرق بين اللغوي والشرعي بخصوص المتعلق في الشرعي والله تعالى أعلم.
قوله : (وبلقائه) قيل هو الموت قلت موت كل أحد بخصوصه أمر معلوم لا يمكن أن ينكره أحد فلا يحسن التكليف بالإيمان به ، فالمراد والله تعالى أعلم.
موت العالم وفناؤه كليه. وقيل هو الجزاء والحساب ، وعلى التقديرين هو غير البعث وقال النووي : وليس المراد باللقاء رؤية الله تعالى فإن أحد لا يقطع لنفسه برؤية الله تعالى لأن الرؤية مختصة بالمؤمنين ، ولا يدري بماذا يختم له اه. قلت : وهذا لا ينافي الإيمان بتحقيق الرؤية لمن أراد الله تعالى من غير أن يختص بأحد بعينه ومثله الإيمان بالجنة والنار ، وليس في الحديث ما يقتضي إيمان كل شخص برؤيته الله تعالى كما لا يخفى والله تعالى أعلم.
Shafi 22