هذا ولما مات مولانا السيد العلامة التقي الولي أحمد حجر عظم الخطب على المتقين في صعدة ونواحيها قام الموظفون في السنارة بتحصيل تعازي فيه شعرا نقلوها من بعض الكتب فعرضوها على الناظرة السيد العلامة محمد بن أحسن الوادعي فلما نظر إليها رمى بها من يده وقال لهم : يامباليع يامخاذيل أتحسبون إنا بقر ، هذه الأبيات من الكشاف نقلتموها ومن شرح النهج وغيرهما انظروا أحد العلماء ، إن التعازي سترسل إلى الإمام ، وإلى سيف الإسلام أحمد ابن الإمام وإلى العلماء ، فقالوا : إلى من نرسل ؟ - وهو ساكت عنهم - فقال لهم الأخير : أرسلوا إلى القاضي العلامة محمد بن يحيى مرغم ، فأرسلوا في الحال عسكري وبغلة ليركب عليها الوالد ويطلع غلى السنارة ، فلما وصل الرسول قام الوالد غلى سيدي العلامة المرحوم عبدالله بن إسماعيل الهاشمي ليستشيره في ذلك فأشار إليه بالوصول وسيصلون الظهر مع الوادعي في بير بيت المال ويطلعا معه ، وفعلا ذلك ، فلما وصلوا إلى ذلك المركز وتغديا قال له مولانا السيد العلامة عبدالله بن إسماعيل الهاشمي : إفعل ترثية ياسيدنا محمد وسلمها للكتاب ليعرضوها على الناظرة وينقلوها ، فنظم لهم قصيدة كاملة ، فعرضوها عليه فاستحسنها ، وقال لهم : هكذا يفعل أهل العلم ، ثم نظم لهم ثانية وثالثة وكل ذلك كان يعرض على السيد العلامة محمد بن أحسن الوادعي فيوافق عليها ، غير أنه في آخر الصحبة بينه وبين الوالد رحمه الله أرسل أولاده غلى الوالد يردرسهم العلم الشريف فدرسهم فترة يسيرة ، وذات يوم - وهم في حال الدرس - رضى أحدهما على معاوية ، وهما عبدالله وعبرالرحمن ابني محمد بن أحسن الوادعي فقال له الوالد رحمه الله : هكذا ترضي على عدوالله وعدو رسوله وعدو عترة الرسول ، قم لاأقامك ، وأضرب عنهم وعن تدريسهم ، فبلغا أبوهما ، فوقع الخلاف بينهما كما قدمنا في الخلاف في صيام يوم الشك ، ومنه كانت ثمة الحبس للوالد رحمه الله ، وفعل عليه رقباء ممن أضمروا العداوة لآل رسول الله ، فلما توفى العلامة قاسم حسين المتميز قام يعظ الناس ، وقال في ذلك الخطاب : التجار هم الفجار إذا لم يخرجوا حق الله ، وعمايم فوق بهايم إذا لم يعملوا بعلمهم ، فشكوا الوالد إلى الناظرة صوريا فحبسه لأنه كان في قلبه عليه مافيه ، وهو يعلم أنه محق والآخر مبطل لاحول ولا قوة إلا بالله :
لهوى النفوس سريرة لاتعلم كم حار فيها عالم متكلم
Shafi 19