وهكذا كان الرشيد كأنه يقرأ حجب الغيب، وكان يتخوف من النتائج التي قد تنجم من هذا العهد، ويفكر ويطيل التفكير، ويستشير ويكثر الاستشارة.
فما مات الرشيد حتى نقض الأمين العهد، وأراد أن يخلع المأمون، وينفرد بالسلطان، فكان بينهما من الحروب ما لا نتعرض له الآن.
وعلى كل حال، كانت هذه عقدة نفسية عند الرشيد ... حلها بهذا الشكل الذي لم ينجح.
نهاية الرشيد
مرض الرشيد وموته
وفجأة أحس الرشيد مرضا ... فبال في قارورة، ودس قارورته في قوارير المرضى بعد أن أعلمها، ثم عرضت القوارير على الطبيب، وكان فحص البول معروفا في عصر الرشيد، فلما نظر الطبيب إلى قارورة الرشيد، قال: «عرفوا صاحب هذا الماء أنه هالك ... فليوص، فإنه لا برء له من هذه العلة» ... فبكى الرشيد، وجعل يردد هذين البيتين:
إن الطبيب بطبه ودوائه
لا يستطيع دفاع محذور أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان يبري مثله فيما مضى
Shafi da ba'a sani ba