فقال الحاج علي في خجل: لماذا كل هذا يا حاج إبراهيم؟ لماذا كل هذا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
وحينئذ قال العمدة: يا سلام يا حاج إبراهيم، لو لم تكن سريع الغضب إلى هذا الحد لكملت محاسنك، إلا أن الحلو لا يكمل، قل لنا ماذا فعل أحمد أبو خليل؟
فقال الحاج إبراهيم: يريد أن يتزوج سعدية أم الخير.
فقال العمدة: ولكن سعدية متزوجة!
فسارع الشيخ رضوان قائلا: وهذه هي البلوى!
فعاد العمدة يقول: إنها متزوجة من صالح أبي سعد الله، وكانت غاضبة ورجعتها إليه.
فقال الحاج علي في ابتسامة خبيثة: نعم، نعرف يا حضرة العمدة، ربنا يعمر بيتك.
فقال الحاج إبراهيم: ولكن كيف تستقر المرأة في بيت زوجها إذا كان وراءها إبليس يوسوس لها كل ساعة؟ صالح رجل فقير لا يملك إلا الخرقة التي يلبسها ويكد طول يومه ليعيش في ستر، والولد أحمد يملك فدانين وعشرين قيراطا، ويظل يومه رائحا غاديا أمام منزل صالح مرتديا الجلباب الحريري، ويا أرض انهدي ما عليك قدي، البنت جاهلة وعقلها صغير، فهي اليوم في بيت أبيها، وقد صممت على الطلاق من صالح، قصدني صالح وشكا لي الحال وقال: إنه لا يملك ما يصلحها به.
فتساءل العمدة في عجب: لا يملك ماذا؟
فقال الحاج إبراهيم في شيء من التحدي: ما يصلحها به يا حضرة العمدة، فما العمل؟!
Shafi da ba'a sani ba