Yaki da Salama
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Nau'ikan
فتدخلت آنا ميخائيلوفنا قائلة: أتذكر أنه إيليا روستوف الذي تزوج ناثالي شينشين.
فقال الأمير بصوته وحيد النغمة: أعرف، أعرف، إنني ما استطعت أبدا أن أفهم كيف أن ناثالي وافقت على الزواج بهذا الدب القذر! إنه شخص سخيف ومضحك تماما، ومقامر على ما يقال.
فأعقبت آنا ميخائيلوفنا بلهجة وابتسامة دمثتين، وكأنها توافق على حكمه على الرجل، ولكنها تلتمس منه الصفح والعفو عن عجوز مسكين: لكنه رجل باسل جدا يا أميري.
وعادت تسأل بعد لحظة صمت ساعدتها على أن تطبع وجهها بطابع ذعر عميق: ما رأي كلية الطب؟ وتقصد الطبيب.
فقال الأمير: هناك أمل ضئيل. - وأنا التي كنت مزمعة على شكر «عمي» على كل ما أحاطني وأحاط بوريس به من عطف وحسن التفات.
وأضافت بعد حين، وكأن الخبر سيسر الأمير بازيل معرفته: إن بوريس ابنه في المعمودية!
فقطب الأمير حاجبيه، وراح يفكر ولا شك في أنه سيرى في هذين الدخيلين دعيين آخرين في ميراث الكونت بيزوخوف، وأدركت آنا ميخائيلوفنا ما يجول في خاطره، فبادرت تطمئنه بقولها: إنني إذا كنت هنا، فما ذلك إلا لمحبتي ل «عمي» وإخلاصي له (وعادت تضغط على كلمة عمي بتأكيد لبق) إنني أعرف عقليته النبيلة الصريحة، غير أنني أعرف أن الأميرات وحدهن بجانبه، وهن شابات صغيرات في السن.
واقتربت منه لتهمس في أذنه بصوت خافت: هل قام بآخر واجباته يا أميري؟ كم هي ثمينة هذه اللحظات الأخيرة! فإذا كانت صحته منحدرة إلى هذا الدرك السيئ، فيجب حتما إعداده، ولا شيء أخطر من هذا.
وأعقبت تقول بعد فترة صمت، وهي تشفع قولها بابتسامة عذبة: إنك تدرك يا أميري أننا، معشر النساء، نعرف كيف نتصرف في ظروف عصيبة كهذه. يجب أن أراه، إنه واجب مؤلم لكنني تعودت الألم.
وفهم الأمير - كما حدث من قبل في حفلة آنيت شيرر - أن من العسير التخلص من آنا ميخائيلوفنا، فقال: إن مقابلتك له، يا آنا ميخائيلوفنا العزيزة، قد تثقل عليه. لننتظر حتى المساء، لقد أكد الأطباء أنه ينتظر نوبة ... - أن ننتظر يا أميري؟ لكن مستحيل! فكر، إن هذا الأمر متعلق بخلاص روحه. آه كم هي مؤلمة واجبات المسيحي!
Shafi da ba'a sani ba