Yaki da Salama
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Nau'ikan
صمت بوريس، وراح يستفسر أمه بنظره دون أن يخلع معطفه، فقالت هذه تخاطب خادم الباب بلهجة لبقة: يا صديقي الطيب، إنني أعرف أن الكونت سيريل فلاديميروفيتش مريض جدا، ومن أجل هذا جئت. إنني لن أزعجه، يا صديقي. أود فقط أن أرى الأمير بازيل سيرجيئفيتش، وأعرف أنه هنا، فتفضل بإبلاغ وصولنا إليه.
فجذب خادم الباب حبل الجرس بشراسة، واستدار يقول لخادم آخر ظهر على الباب، يرتدي سراويل قصيرة وأخفافا: إن الأميرة دروبتسكوي ترغب في مقابلة الأمير بازيل سيرجيئفيتش.
كان الخادم الثاني يطل من فوق الحاجز استجابة لنداء الجرس، فلما أنهى إليه خادم الباب الأمر، عاد إلى الداخل، أما الأميرة فإنها راحت تسوي ثوبها وترتبه، وهي واقفة أمام إحدى مرايا البندقية الشهيرة، كانت معلقة على الجدار، ثم راحت ترتقي السلم - المغطى بقطع السجاد النفيسة - ببسالة رغم حذاءيها الباليين.
قالت لابنها، وهي تضغط من جديد على يده: لقد وعدتني يا عزيزي، فلا تنس.
فتبعها الابن بهدوء مطرق الرأس.
دخلا إلى بهو يؤدي إلى جناح الأمير بازيل، فلما وصلا إلى منتصف القاعة، هما بالسؤال من خادم عجوز بادر لاستقبالهما، غير أن أكرة أحد الأبواب أديرت، وظهر على عتبة الباب الأمير بازيل بثياب المنزل، لا يزين صدره إلا وسام واحد، معلق على سترته المخملية القصيرة. كان يودع رجلا أسمر جميل الطلعة، هو الطبيب لوران الشهير الذي استقدم من بيترسبورج.
سأله الأمير: أهو إيجابي؟
فأجاب الطبيب، وهو يلفظ الكلمات اللاتينية على الطريقة الفرنسية: يا سيدي الأمير، إن الحال خطير ولكن ... - حسنا، حسنا.
ولما وقعت أبصاره على آنا ميخائيلوفنا وابنها، استأذن من الطبيب، وتقدم منهما بوجه طافح بأمارات الاستفهام، وفجأة امتلأت نظرة الأميرة بكآبة الحزن العميق، فلم يخف ذلك التحول المفاجئ على بوريس، الذي وجد صعوبة كبرى في إخفاء ابتسامته.
قالت الأميرة دون أن تبالي بالنظرة الباردة الجارحة التي كان الأمير بازيل يصعقها بها: أية مناسبات سيئة شاءت أن تجمعنا من جديد! يا أميري، كيف حال مريضنا العزيز؟
Shafi da ba'a sani ba