71

Yaki da Salama

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Nau'ikan

وظهر الكونت في تلك اللحظة، فقال وهو على باب غرفة الطعام: أتذهبين لزيارة الكونت سيريل يا عزيزتي؟ إذا كانت صحته أحسن، أرجو أن تدعي السيد بيير باسمي. لقد جاء قبل هذه المرة إلى دارنا، ورقص مع الأولاد. لا تنسي دعوته يا عزيزتي، لقد وعد «تاراس» أن يتجاوز حدود ما عرفناه عن براعته حتى الآن. سوف نرى، إنه يزعم أنه سيقدم لنا الليلة عشاء يفوق ما كان يمكن أن يقدمه الكونت أورلوف بالذات، وأنت تعرفين حفلات الكونت أورلوف، صديق كاتيرين المفضل الذي ينهي الآن أيامه في أملاكه الشاسعة الغنية في «سان سوسي» قرب موسكو.

الفصل الخامس عشر

آنا ميخائيلوفنا

درجت عربة الكونتيس روستوف - التي استقلتها الأميرة دروبتسكوي وابنها - في طريق نثر عليه التبن، قبل أن تدخل إلى حديقة فندق بيزوخوف الذي كان الكونت يقيم فيه.

قالت الأميرة، وهي تسحب يدها من ثنية كمها وتضعها على يد ابنها بحركة لطيفة مفعمة بالحنان: يا عزيزي بوريس، كن رفيقا يا ولدي وامتثل للواقع، إن الكونت سيريل شبينك يا عزيزي، ومستقبلك كله يتوقف عليه، تذكر ذلك يا ولدي، وكن رفيقا كما تحسن أن تكون.

فأجابها بوريس بلهجة باردة: ليت هذا الخنوع يعود بشيء من الفائدة! لكنني مع ذلك أعدك أنني أمتثل نزولا عند رغبتك فقط.

وعلى الرغم من أن خادم الباب رآهما يهبطان من عربة تدل على أن أصحابها من السادة المبجلين، فإنه راح يحدق بقحة في وجه الأم وابنها، اللذين دخلا مباشرة إلى الشرفة دون أن يبلغا عن قدومهما، ووقفا بين ذينك الصفين من التماثيل الجميلة البديعة التي تحف بها، وبعد أن نظر إلى ثوب السيدة بإشفاق، سألها عما تريد، وهل ترغب في رؤية الأميرات أو الكونت، فلما عرف أنها تريد مقابلة الكونت، أبلغها أن سعادته سيئ الصحة لا يستقبل أحدا.

فقال الابن وهو يقطب حاجبيه: حسنا، هيا بنا إذن!

فضرعت إليه الأم تقول: يا صديقي!

وأشفعت قولها بلمس ذراعيه، ولعلها بتلك اللمسة كانت تستوحي الهدوء، أو شحذ القوى.

Shafi da ba'a sani ba