63

Yaki da Salama

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Nau'ikan

فقال الكونت: نعم كالبارود، إنها تشبهني، ويا لجمال صوتها يا عزيزتي؟ صحيح أنها ابنتي، ولكن الحقيقة هي الحقيقة، ستصبح مغنية حقيقية، سالوموني الثانية، إننا نعطيها دروسا على يد إيطالي. - أليست في سن مبكرة بعد؟! يقال إن دروس الغناء في مثل هذه السن تتلف الصوت.

هتف الكونت: كيف مبكرة؟ ألم تتزوج أمهاتنا في سن الثاني عشر أو الثالث عشر؟!

وقالت الكونتيس، وهي تعلن عن ابتسامة مشرقة لأم بوريس: وها هي ذي ببوريس! افتحي عينيك قليلا!

وعادت إلى شاغلها الرئيسي في الموضوع وأردفت: لو أنني شددت المراقبة عليها وضعتها من ... لكان الله وحده يعرف ماذا يمكن أن تعمل في الخفاء معه (كانت تريد أن تقول أنهما كانا سيتعانقان ويقبلان بعضهما)، أما على هذه الحرية التي أطلقها لها، فإنني أعرف كل مشاريعها وأفكارها، إنها تأتيني كل مساء لتقص علي كل ما يقع لها في بحر النهار، قد أكون مخطئة في تصرفي الذي قد يفسدها، لكنني لا أبالي، إن هذا خير من النتائج الأخرى على ما يبدو لي، لقد راقبت البكر مراقبة شديدة من قبل.

فقالت البكر، الكونتيس فيرا الجميلة، باسمة: نعم، لقد أنشئت على نمط مختلف تماما.

كانت الابتسامة التي من عادتها أن تجمل الوجوه، تضفي على فيرا لونا عكسيا غير طبيعي، منفرا تقريبا. كانت فيرا جميلة ذكية مثقفة وحسنة التربية، وكان لصوتها وقع جميل؛ مع ذلك، فإن ملاحظتها - رغم ملاءمتها وصحتها - ألقت على السامعين وشاحا من الفتور، فنظروا إليها جميعا، ابتداء من الكونتيس ومدام كاراجين، نظرة مستنكرة مستغربة.

قالت مدام كاراجين: إن الأمهات يسعين دوما إلى إنشاء أبكارهن بكل تدقيق وعناية وحرص.

قال الكونت: آه، نعم يا عزيزتي؛ إذ ما فائدة الإنكار؟ لقد تصرفت كونتيستي الصغيرة حيال فيرا بحرص زائد وعناية دقيقة.

ثم تمالك نفسه وأردف، وهو يغمز لابنته بنظرة ودية لطيفة: ثم إن التجربة نجحت نجاحا باهرا.

نهضت الزائرات، ووعدن بالعودة لتناول العشاء.

Shafi da ba'a sani ba