107

Yaki da Salama

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Nau'ikan

فقالت كاتيش تخاطب الأمير بازيل، وهي تشير إلى حافظة جلدية مرصعة كانت ممسكة بها في يدها: إنني لا أعرف شيئا عما جاء في هذه الورقة. على كل حال، إن الوصية الحقيقية موجودة في مكتب الكونت، أما في هذه الحافظة، فإن كل ما فيها عبارة عن ورقة عديمة القيمة.

وأرادت أن تتخطى آنا ميخائيلوفنا، لكن هذه قفزت قفزة كبيرة ولحقت بها، وعادت من جديد تمنعها من متابعة السير.

قالت وهي تستحوذ على الحافظة الجلدية بيد ثابتة حازمة، تفصح بأنها لن تتخلى عنها بسهولة: إنني أعرف ذلك يا عزيزتي، يا أميرتي الطيبة، ولكني أرجوك بل أتوسل إليك ألا تزعجي الكونت، وأن توفري عناء ذلك عليه، أستحلفك الله.

فضلت كاتيش ألا تجيب؛ لأنها لو فتحت فمها لما نطقت - ولا شك - بكلمات ترضي آنا ميخائيلوفنا؛ لذلك فقد قام بين المرأتين نضال صامت حول ملكية الحافظة، كانت آنا ميخائيلوفنا خلاله تقاوم بضراوة، بينما ظل صوتها محتفظا بلهجته المهذبة الفاتنة، هتفت تقول: بيير يا صديقي، تعال. أعتقد أنه ليس غريبا عن هذا الأمر العائلي، ما رأيك يا أميري؟

هتفت كاتيش فجأة بصوت مرعد، بلغت أصداؤه مسامع كل من كان في البهو الصغير، فأفزعت السامعين: ماذا يابن عمي؟ إنك لا تقول شيئا! إنك تحتفظ بالصمت، بينما يعلم الله بأمر من يتدخل في شئوننا، ويسمح لنفسه بإثارة فضائح على عتبة المحتضر!

وأردفت بصوت غاضب محنق: أيتها الدساسة!

وجذبت بكل قواها حتى أن آنا ميخائيلوفنا اضطرت أن تخطو إلى الأمام بضع خطوات، وتقبض على ذراع الأميرة؛ خشية أن تفلت الحافظة من يدها.

هتف الأمير بازيل باستغراب واستنكار: أوه! إن هذا شاذ! دعي الحافظة أقول لك!

فأطاعت كاتيش ذلك الأمر الحاسم، وهتفت: أنت أيضا؟!

غير أن آنا ميخائيلوفنا لم تخضع للأمر، فقال الأمير: دعي ذلك أقول لك، إنني أتكفل بكل شيء، سأذهب بنفسي لرؤيته ، وسأسأله. نعم، أنا ! فينبغي ألا تقني بذلك.

Shafi da ba'a sani ba