تلقت فلة الخبر بانزعاج شديد حتى تجهم وجهها العذب بالتعاسة، ثم قالت برجاء: غير معاملتك له، أعطه ما يطمع فيه، أبعد عنا شبح الغدر.
فقال عاشور مقطبا: ألم يطهرك هواء الخلاء من الضعف؟
فلوحت له بخمار من الحرير الدمشقي وقالت: أخاف على هذا.
فحرك رأسه بحدة، فقالت: لم يعد الأمان كما كان يا عاشور.
فقال باستهانة: إنه شرير حقا ولكنه جبان.
52
وأشرقت الشمس من جديد في أعقاب ليلة عاصفة باردة. ها هو دكان شيخ الحارة يفتح أبوابه، ويحل به شيخ جديد؛ عم محمود قطائف. أدرك الناس أن الحكومة أخذت تفيق من هجمة الموت فتعين أحياء مكان من هلك من عمالها.
وتفاءل كثيرون بالحدث، ولكنه كان ذا رجع مختلف في دار عاشور. انقبض قلب عاشور لا شك، وفزعت فلة فضمت شمس الدين إلى صدرها وتمتمت: لا شيء يبتسم.
فتساءل عاشور في قلق: أليس ما مضى قد مضى؟ - ولكنك تشاركني مخاوفي يا عاشور! - ماذا جنينا؟ وجدنا مالا بلا صاحب فأنفقناه فيما ينفع الناس. - ألا ينذر وجه ذلك الرجل بشر؟
فغضب عاشور وصاح: فلنثق بصاحب المال الأصلي جل جلاله.
Shafi da ba'a sani ba