389

فتمتم ضياء في ضيق: إنه لعبث!

ولبث عاشور صامتا متجهما. إنه لم يعد سعيدا بالخطوبة، ولكنه يكره عادة أن يفعل ما يخجل منه - ‏ مثل أمه - تملأ التقوى قلبه. سألته حليمة: وأنت يا عاشور؟

فأجاب مغلوبا: لقد قرأنا الفاتحة. - فهتف ضياء: كلا، إنه قرار مؤسف لا يسر، ولكن كلا ثم كلا.

فقالت حليمة بحزم: افعل ما تشاء، بنفسك، ولا تعتمد علي.

14

وقابل ضياء ربيع الناجي عم يونس السايس شيخ الحارة فرجاه أن يحمل اعتذاره إلى محمد العجل. وتأمل شيخ الحارة وجه ضياء الصغير وقسماته الدقيقة ووسامته الشاحبة بلا معنى، وقال في نفسه إنه وغد حقا بالصورة والمضمون، ولكنه قال له مداهنا: إنه لعدل ما تفعل، ولن يلومك عليه إلا حاسد أو حاقد.

فقال ضياء مداريا خجله: ما باليد حيلة.

وعاشور، ماذا عنه؟

فقال ضياء بحنق: إنه طيب أحمق!

فضحك يونس السايس وقال: ستمتدحه ألسنة وهي تسخر من سذاجته!

Shafi da ba'a sani ba