فغمغمت كأنما تخاطب نفسها: ذهب زمان الحب.
وترنح متطوحا حتى تهاوى فوق ديوان. وضحك عاليا. قالت: إنه السكر.
فقال متجهما: كلا، شيء أثقل، كأنه النوم.
حاول القيام ولكنه استسلم متمتما: إنه النوم يجيء بلا دعوة.
عضت على شفتها. هكذا سينتهي العالم ذات يوم. وأتعس الناس من ينشد النصر في الهزيمة.
وقالت له بصوت مبحوح: حاول أن تنهض.
فقال بتراخ وقور: لا داعي لهذا. - ألا تستطيع يا حبيبي؟ - بلى، إنها نار الجحيم والنوم.
فانتفضت قائمة. تراجعت إلى مركز المخدع وهي تنظر إليه بوحشية حلت محل العذوبة الحزينة. أصبحت قطعة من التحفز المشرب بالمرارة والحزن. نظر نحوها بعينين غائمتين، حول بصره إلى لا شيء، قال بنفس ثقيل: ما بال النوم يزحف!
فقالت بنبرة اعتراف مقدسة: ليس النوم يا حبيبي. - لعله الثور الذي يحمل الدنيا على قرنه؟ - ولا هو الثور يا حبيبي. - إنك مضحكة يا زينات، لماذا؟ - بل إني أنتحر. - هه؟ - إنه الموت يا حبيبي! - الموت؟ - لقد جرعت من السم ما يكفي لقتل فيل. - أنت؟ - أنت يا حبيبي.
وضحك، ولكنه سرعان ما كف عن الضحك في إعياء، فقالت وهي تبكي: قتلتك لأقتل حياة العذاب!
Shafi da ba'a sani ba