فخاف عبد الخالق وقال: هكذا يقولون والله أعلم. - لم؟ - أعتقد أن الخلود لا يتاح لإنسان إلا بمؤاخاة الجن.
فاشتعل جلال باهتمام داهم حاد وقال: حدثني عن ذلك. - مؤاخاة الجان، الخلود واللعنة الأبدية، التحام الإنسان بالشيطان إلى الأبد.
فتساءل جلال وهو يتمادى في الاهتمام: حقيقة هذا أم هذيان؟
فتردد عبد الخالق، ثم قال: لعله حقيقة! - زدنا تفسيرا. - لماذا؟ أتفكر حقا في تلك المغامرة؟
فضحك جلال ضحكة عصبية وقال: ليس إلا أني أحب أن أعرف كل شيء.
فقال عبد الخالق ببطء: يقال .. إن .. شاور ..
فتساءل جلال: ذلك الشيخ المجهول الذي يدعي قراءة المستقبل؟ - ذلك عمله الظاهر، ولكنه ينطوي على أسرار مرعبة . - لم أسمع عن شيء من ذلك. - إنه يخاف المؤمنين. - وهل تصدق ذلك؟ - لا أدري يا معلم ولكنه أمر لعين. - الخلود؟ - مؤاخاة الجن! - إنك تخاف الخلود! - يحق لي ذلك، تصور أن أبقى حتى أشهد زوال دنياي، يذهب الناس رجالا ونساء، وأبقى غريبا وسط غرباء، أفر من مكان إلى مكان، أبيت مطاردا أبديا، أجن، أتمنى الموت. - وتحافظ على شبابك إلى الأبد؟ - وتنجب أبناء وتفر منهم، وكل جيل تعد نفسك لحياة جديدة، وكل جيل تبكي الزوجة والأبناء، وتتجنس بجنسية الغربة الأبدية، لا يربطك بأحد اهتمام أو فكر أو عاطفة.
وهتف جلال: كفى!
وضحك الرجلان طويلا، وتمتم جلال: يا له من حلم!
51
Shafi da ba'a sani ba