293

8

ودخل جلال الكتاب. ولد مليح ذكي فائق الحيوية قوي المبنى. ويوم طولب أن يحفظ

كل نفس ذائقة الموت

سأل سيدنا: لماذا الموت؟

فأجابه الشيخ: حكمة الله خالق كل شيء.

فتساءل جلال بعناد: ولكن لماذا؟

فغضب الشيخ. مده على الفلقة، ثم ألهب ظهره بالجريدة. صرخ باكيا. لم يسكن غضبه طيلة اليوم. ما كان يقع له شيء من ذلك لو أن أمه ما زالت تتألق بالحياة، والحياة تتألق بها.

9

وتعرض جلال في الكتاب والحارة لحملة صفراء قاسية. كل ولد يعيره هاتفا «ابن زهيرة». دائما ابن زهيرة. أهي سبة يا أشقياء! ويرجمونه بشظايا من سيرتها المجهولة له: الغادرة، الخائنة، المزواجة، المتكبرة، القاسية، الخادمة، الهانم المزيفة.

ويهرع إلى أبيه فيسأله: لماذا يسبون أمي؟

Shafi da ba'a sani ba