254

فقال بحزم: أخلاقك تسوء يوما بعد يوم، وقد قررت ألا تعودي إلى الدار. - يا للعار!

فصاح: ملعونة الدار وصاحبتها!

فصاحت بدورها: أنا لا أنكر الجميل!

فلطمها على وجهها وغادر البدروم.

جنت زهيرة بالغضب. انفجر الحنق المكتوم. صكت الحجرة بنظرة رفض نهائية. استغرقتها اللطمة فتضخمت واستفحلت وانداحت في وجدانها حتى قتلت حواسها. وانهالت بقبضتها على الفراش دون مبالاة بصراخ جلال.

وغادرت البدروم قاذفة بالماضي في أحضان الفناء.

26

عجبت رئيفة هانم لعودة زهيرة السريعة عقب ذهابها بساعة واحدة، ولكن الفتاة سألتها: هل تتسع دارك يا ست هانم لإيوائي؟ - لم كفى الله الشر؟!

فقالت بمسكنة: لن تطيب الحياة بعد الآن مع الرجل.

وهزت الهانم رأسها مستطلعة، فقالت زهيرة: يريد أن يمنعني من خدمتك!

Shafi da ba'a sani ba